شراكة سعودية-أميركية لتعزيز تعليم اللغتين العربية والإنجليزية في البلدين

العمل عن بُعد: مزايا الحياة اليومية وصعوبة الترقيات

أصبح العمل عن بُعد جزءاً من الروتين لكثير من الأشخاص، خاصة بعد الجائحة. ومن المزايا الكبيرة لهذا النظام أنه يوفر الوقت المستهلك في التنقل، ويساعد في تلبية احتياجات الأسرة، بالإضافة إلى سهولة الوصول إلى المأكولات والمشروبات دون الحاجة للابتعاد عن المنزل.

تحديات في السلم الوظيفي

ومع ذلك، يواجه العاملون من المنزل تحديات تتعلق بالتقدم في مسيرتهم المهنية. يسهل لهم العمل عن بُعد البقاء بعيدين عن أعين مديريهم، مما يعني أنهم قد يفوتون الفرص للحصول على ترقيات أو مكافآت. فكيف يمكنهم تجنب الركود الوظيفي أثناء العمل عن بُعد؟ يتحدث بعض الخبراء حول كيفية التغلب على هذه التحديات.

عندما يتعلق الأمر بمرونة العمل عن بُعد، لا يضع جميع أصحاب العمل قيودًا على المواعيد التي يجب على الموظفين التواجد فيها بالمكتب، لكن غالبًا ما يُفضل العمال العمل من المنازل إذا مُنحوا الحرية. ومع ذلك، لا يُفضل ذلك دائمًا للنجاح المهني، كما يؤكد المدرب المحترف باستيان هيجز، الذي يوصي بحضور المكتب بانتظام ما دام ذلك ممكنًا.

بناءً على احتياجات الأفراد، يُستحسن تخصيص يوم في الأسبوع أو شهر للذهاب إلى المكتب. هذا يساهم في بناء العلاقات الشخصية وتعميق الروابط، وهو ما يعود بالفائدة على تطور الموظف. لا تُعوض الاجتماعات الافتراضية عن التواصل المباشر.

كما ذكرت المستشارة المهنية راغنيلد شتراوس، فإن اللقاءات المباشرة تعزز من الثقة والشعور بالانتماء، وفي العصر الرقمي الحالي، يُصبح الحضور الشخصي عنصرًا مهمًا في العلاقات المهنية. لذلك، يُعتبر الموظفون الذين يظهرون في المكتب أكثر احتمالاً للحصول على ترقيات.

لحماية الظهور الوظيفي خلال العمل عن بُعد، يجب أن تكون المرونة في التواصل هي القاعدة. من الضروري فتح الكاميرا أثناء الاجتماعات الافتراضية لتكون مرئيًا وملموسًا خلال المناقشات. كما أنه من المهم أن تكون استباقيًا في مشاركة إنجازاتك واحتياجاتك من الدعم.

يمكن أيضًا تنظيم أحاديث غير رسمية قصيرة مع الزملاء والرؤساء لتعزيز العلاقات. إظهار التقدير لزميل ما يمكن أن يساعد في تعزيز التفاعل والمشاركة، مما يجعل الشخص أكثر بروزًا لدى الآخرين.

التواصل مع الأفراد من إدارات أخرى يُعدّ وسيلة جيدة لزيادة الظهور المهني. وبالإضافة إلى ذلك، يجب على العاملين تحديد أوقات محددة لتلقي الرسائل والاستجابة لها، ويوصى بتحديث الحالة على منصات العمل مثل “مايكروسوفت تيمز” أو “سلاك”. ومع ذلك، يجب أن يُدرك الموظف أنه ليس من الضروري أن يكون متاحًا طوال الوقت؛ فتركيز العمل الأقصى وفترات الراحة المنظمة جوهرية.

علاوة على ذلك، يعتبر الموظف الذي يحقق نتائج ملموسة في عمله ويوازن بين حياته المهنية والشخصية عنصرًا مهمًا في استقرار الفريق. الثقة التي تُبنى على النجاح والتحصيل تعد واحدة من أقوى أدوات الظهور في بيئة العمل عن بُعد.

قد يشعر بعض العاملين عن بُعد بأنهم بحاجة لإثبات انشغالهم بصورة دائمة عبر الرد الفوري على الرسائل الإلكترونية وتنظيم العديد من الاجتماعات. لكن هذا ليس ضروريًا ويُفضل التركيز على الجوانب الجوهرية. لذا يُنصح بأن يكون الموظف واثقًا من أدائه وجوهره بأهمية عمله.

إذا كان هناك شعور بالتجاهل بسبب العمل عن بُعد، يُفضل التواصل مع المدير مباشرة بدلًا من إرسال البريد الإلكتروني، سيكون اللقاء وجهًا لوجه هو الخيار الأمثل لمناقشة الأمور المهمة والمخاوف.