لاسلو كراسناهوركاي يفوز بجائزة نوبل للآداب
فاز الكاتب المجري لاسلو كراسناهوركاي بجائزة نوبل للآداب لعام 2025، تقديرًا لإبداعه الأدبي الذي يتميز بالرؤى العميقة والقوة التعبيرية، حيث تعكس أعماله قدرة الفن على التصدي للتحديات الإنسانية في عالم مليء بالرعب.
الفائز بجائزة الأدب
أشادت الأكاديمية السويدية بأسلوب كراسناهوركاي الملحمي الذي يستلهم من التراث الأدبي الأوروبي الوسيط، وخاصة من أعمال الكاتب فرانز كافكا وتوماس بيرنهارد، مع إضافة لمسات من السخرية والغرابة. وُلِد كراسناهوركاي في عام 1954 بالمجر، وعاش فترة الحكم الشيوعي، مما أثر في تجاربه الأدبية، وخاصة في رحلاته إلى برلين والشرق الأقصى. بدأ مسيرته الأدبية برواية “ساتانتاغو” التي صدرت في عام 1985، والتي حققت نجاحًا باهرًا، وقد تم تحويلها إلى فيلم سينمائي عام 1994.
يُعتبر كراسناهوركاي ثاني كاتب مجري يحصل على جائزة نوبل بعد إيمري كيرتيس عام 2002. وقد نال العديد من الجوائز الأخرى، منها جائزة مان بوكر الدولية عام 2015 وجائزة أفضل كتاب مترجم عن “ساتانتاغو” عام 2013. تتميز أعماله بالعمق الفكري والسخرية، وقد وصفت الناقدة الشهيرة سوزان سونتاغ كراسناهوركاي بأنه “سيد نهاية العالم”.
تجربته مع الثقافات الشرقية في رحلاته إلى الصين واليابان أثرت بشكل كبير في أعماله، كما يتضح في رواية “سيوبو هناك في الأسفل” التي تستلهم الأساطير اليابانية. يُعرف بأسلوبه “الهوسي” الذي يعتمد على الجمل الطويلة والفقرات المعقدة، مما يسهم في تكوين أعمال أدبية تظهر قدرة الأدب على مواجهة التحديات الإنسانية، مما جعله رمزًا هامًا في الأدب الحديث.
تُبرز كتاباته، التي تجمع بين السخرية والرؤى القاتمة، المعاناة التي يواجهها العالم في القرن الحادي والعشرين، من حروب وصراعات إقليمية. كما يُتميز كراسناهوركاي بقدرته على المزج بين التأمل العميق المستوحى من الثقافات المختلفة والسرد الملحمي. تعاون بصورة وثيقة مع المخرج المجري بيلا تار، وأسفرت هذه التعاونات عن تحويل العديد من أعماله إلى أفلام سينمائية تحظى بإشادة كبيرة. تُمنح جوائز نوبل بناءً على وصية ألفريد نوبل، وقد شهدت على مر السنين تكريم أدباء بارزين من مختلف أنحاء العالم.

تعليقات