نمو الطلب العالمي على الطاقة المتوقع بنسبة 1.2% بحلول عام 2035
تشهد المملكة العربية السعودية تحركات ملحوظة نحو تعزيز الاقتصاد الأخضر من خلال إطلاق المرحلة الأولى من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة. يركز هذا البرنامج على تحسين كفاءة إنتاج الكهرباء وتقليل التكاليف من خلال تنويع مصادر الطاقة، مستهدفًا خفض الاعتماد على الوقود السائل وتعزيز استخدام الطاقة المتجددة والغاز.
بحلول عام 2030، يهدف البرنامج إلى تحقيق توزيع متوازن لمصادر الطاقة بنسبة 50% لكل من الطاقة المتجددة والغاز. كما تسعى المملكة جاهدة لتحقيق الحياد الصفري للانبعاثات الكربونية بحلول عام 2060، مما يعزز من دورها كمحرك للنمو الاقتصادي المحلي والعالمي. تأتي هذه الجهود في إطار مساعي المملكة لمواجهة تحديات الطاقة وتغير المناخ عبر حلول مبتكرة تتضمن الاقتصاد الدائري للكربون.
مبادرة خادم الحرمين الشريفين للطاقة المتجددة
تسعى مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للطاقة المتجددة إلى تنفيذ الدراسات اللازمة لاعتماد أفضل الممارسات العالمية، وتوفير التصاريح اللازمة لمشروعات الطاقة المتجددة، إلى جانب تأهيل المطورين وطرح المناقصات. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في الاستهلاك المحلي وتقديم طاقة كهربائية بكفاءة عالية وتكلفة تنافسية، بالتعاون مع القطاع الخاص.
قد تم تحقيق إنجازات كبيرة في هذا السياق، حيث أُطلقت المرحلة الأولى من البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، بما يشمل مشروع محطة سكاكا للطاقة الشمسية ومشروع محطة دومة الجندل لطاقة الرياح بسعة إجمالية تُقدر بنحو 700 ميجاوات. كما أُطلِقَت المرحلة الثانية من البرنامج والتي تتضمن سبعة مشروعات للطاقة الشمسية الكهروضوئية بسعة إجمالية تصل إلى 2970 ميجاوات.
تستفيد المملكة من موقعها الجغرافي والمناخي المميز لتعزيز جهودها في استخدام مصادر الطاقة المتجددة. يسعى البرنامج الوطني للطاقة المتجددة، الذي يندرج تحت رؤية المملكة 2030، إلى زيادة حصة إنتاج الطاقة المتجددة وتطبيق توازن مثالي في مزيج مصادر الطاقة، مراعيًا التزام المملكة بتقليل الانبعاثات الكربونية.
وفي إطار جهود التنويع، تعمل وزارة الطاقة على تعزيز استخدام الغاز ومصادر الطاقة المتجددة في إنتاج الكهرباء. من المتوقع أن تُسهم هذه المبادرات بشكل كبير في إنتاج كهرباء منخفضة التكلفة تناسب المستقبل، مع هدف تحقيق استخدام متكامل لمصادر الطاقة بحلول عام 2030.
الطموحات السعودية تشمل أيضًا مبادرة السعودية الخضراء، التي تهدف إلى تحقيق هدف الحياد الصفري بحلول عام 2060. هذه المبادرة تتضمن تقليل الانبعاثات الكربونية، وزراعة الأشجار، وحماية البيئات البرية والبحرية. تتضمن رؤية السعودية تقديم استثمارات تتجاوز 700 مليار ريال سعودي لدعم تحقيق هذه الأهداف.
تشير التوقعات إلى أن الطلب العالمي على الطاقة من المتوقع أن ينمو بمعدل 1.2% حتى عام 2035، مع استمرار الحاجة لتوفير الكهرباء والمياه. تستعد المملكة، جنبًا إلى جنب مع 147 دولة أخرى، للاستثمار بشكل كبير في الطاقة المتجددة. يُذكر أن قطاع الكهرباء هو أكبر مستهلك للطاقة في المملكة، حيث يستحوذ على 39% من إجمالي الطلب، يليه قطاع النقل بنسبة 33%. مع استهداف توسيع مزيج الطاقة، تمثل هذه التحركات جزءًا من الجهود المبذولة لتحقيق تحول اجتماعي واقتصادي مستدام.
تعليقات