المفوضية الأوروبية تفتح تحقيقًا في التزام سناب شات ويوتيوب وآبل وجوجل بحماية القاصرين

تحقيق المفوضية الأوروبية مع منصات رقمية لحماية الأطفال

أطلقت المفوضية الأوروبية تحقيقًا أوليًا للتأكد من التزام أربع منصات رقمية كبرى بقوانين الاتحاد الأوروبي المتعلقة بحماية الأطفال والمراهقين من المحتوى الضار والمنتجات غير القانونية. وتركز المفوضية على أهمية حماية الفئات الضعيفة في المجتمع، حيث تسعى لضمان عدم تعرضهم لمخاطر محتملة من قبل هذه المنصات.

تحقيقات في المنصات الكبرى لمراقبة المخاطر

في إطار هذه التحقيقات، وجهت المفوضية طلبات للحصول على معلومات إلى “سناب شات” و “يوتيوب” بالإضافة إلى متجري التطبيقات “آبل ستور” و “جوجل بلاي”. هذه الطلبات تستهدف فهم آليات التحقق من أعمار المستخدمين والإجراءات التي تتبعها المنصات لمنع وصول القاصرين إلى المحتوى الذي قد يشكل خطرًا عليهم. على سبيل المثال، تشدد التحقيقات مع “سناب شات” على منع استخدام التطبيق من قبل الأطفال دون سن 13، بينما تركز جهود “يوتيوب” على تقييم الأنظمة المستخدمة للتحقق من العمر ومنع الوصول إلى منتجات مثل المخدرات والسجائر الإلكترونية.

أما بالنسبة لمتجري “آبل ستور” و”جوجل بلاي”، فإن التركيز ينصب على كيفية إدارتهم لمخاطر تنزيل التطبيقات الضارة، بما في ذلك تطبيقات القمار وأدوات إنشاء الصور الإباحية غير الموافقة. تسعى المفوضية أيضًا إلى التأكد من تطبيق تصنيفات العمر المناسبة على التطبيقات المتاحة في هذين المتجرين.

تعتبر هذه الخطوة الأولى في إطار عملية تنفيذ أكبر، حيث إذا ما تم التأكد من وجود انتهاكات، فقد يتم فتح تحقيقات رسمية تتبعها غرامات مالية كبيرة. ومن جانبها، أكدت هينا فيركونين، نائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية، على ضرورة التعاون مع السلطات الوطنية لتحديد المنصات التي تمثل أكبر خطر على المستخدمين، خصوصًا الأطفال.

يستند هذا التحقيق إلى قانون الخدمات الرقمية، الذي سيدخل حيز التنفيذ الكامل في فبراير 2024، والذي يلزم المنصات الرقمية الكبرى باتخاذ تدابير صارمة لمكافحة المحتوى غير القانوني والضار، وخاصةً المحتوى الذي يستهدف القاصرين. هؤلاء القاصرون يشكلون حوالي 25% من مستخدمي الإنترنت في الاتحاد الأوروبي، مما يجعل حمايتهم من المخاطر الرقمية أمرًا ذا أولوية.

تجدر الإشارة إلى أن المفوضية الأوروبية قد سبق وأن فتحت تحقيقات مشابهة مع منصات مثل “تيك توك” و “إنستغرام” و “فيسبوك” بسبب القلق بخصوص الإدمان الرقمي لدى الأطفال، مع إمكانية فرض غرامات تصل إلى 6% من الإيرادات العالمية السنوية للمنصات المخالفة. تأتي هذه الجهود في وقت يفرض فيه عدد من الدول، مثل الدنمارك، قيودًا على استخدام المنصات الاجتماعية من قبل الأطفال دون سن 15 عامًا، مما يعكس الوعي المتزايد حول مخاطر الإنترنت وتأثيره على الفئات الضعيفة.