رعاية كبار السن في المملكة العربية السعودية
تحتفل المملكة العربية السعودية باليوم العربي لكبار السن، معبرة عن التزامها بتوفير رعاية شاملة وتقدير يناسب هذه الفئة العزيزة، من خلال برامج نوعية تعكس قيم الوفاء والعطاء. تحظى شريحة تتجاوز مليون مواطن سعودي يتخطى عمرهم الخامسة والستين باهتمام خاص من قبل الدولة، حيث يتم تقديم تجربة اجتماعية وصحية وتعليمية متكاملة مدعومة بتشريعات تضمن لهم حياة كريمة.
اهتمام الدولة بكبار السن
تحرص وزارة التعليم على تقديم نموذج مبتكر لتعليم الكبار من خلال منظومة “التعليم المستمر” المنتشرة في 1,738 مدرسة، كما توفر قناة “عين” التعليمية دروسًا مخصصة لهذه الفئة. وإضافة إلى ذلك، تنظم الوزارة أربع حملات صيفية لمحو الأمية، يستفيد منها أكثر من 2,100 مسن سنويًا، مما يساهم في تعزيز معارفهم ويعزز مكانتهم في المجتمع.
تدير وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية 12 دار رعاية اجتماعية تقدم خدمات الإيواء والعلاج والتأهيل، كما توفر برامج للرعاية المنزلية تصل للمسنين في منازلهم. تساهم مبادرة “ديوانية الغالين” في تعزيز قنوات التواصل بين الأجيال المختلفة. تعمل الوزارة أيضًا وفقًا لنظام حقوق كبير السن ورعايته الذي أُقرّ في عام 1443هـ، بهدف ضمان كرامة المسنين وتوحيد جهود الرعاية.
تقدم وزارة الصحة رعاية صحية شاملة لكبار السن من خلال برنامج الرعاية الصحية المنزلية، مع متابعة آلاف الحالات الصحية. كما تمنح الوزارة كبار السن بطاقة “أولوية” تسهل لهم الحصول على الخدمات الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية، بالإضافة إلى رفع الوعي بأمراض الشيخوخة وتدريب الكوادر الطبية المتخصصة لضمان جودة الأداء وفاعلية الخدمات الصحية.
ترتكز إجراءات نظام حقوق كبير السن ورعايته على 23 مادة تُنظم مفهوم الحياة الكريمة، وتعزز التعاون بين الجهات الحكومية والأهلية. كما يدعم النظام المشاركة المجتمعية والتعاون مع القطاع الخاص في مجالات الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية، مما يضمن تحقيق تكامل الخدمات وتلبية احتياجات المسنين.
تمثل هذه الجهود المتكاملة من قبل المملكة العربية السعودية دليلاً على أن رعاية كبار السن ليست مجرد واجب، بل تعكس قيم الإنسانية والوفاء، وتهدف إلى تحويل التقدير إلى ممارسة يومية تجسد روح الدولة وقيمها الأساسية.
تعليقات