عبد الفتاح عبد المنعم: الرئيس السيسي والمخابرات المصرية—صنع معجزة السلام في غزة وحماية الفلسطينيين عبر نجاح اتفاق شرم الشيخ

الجهود المصرية في تحقيق السلام

إن مصر، بشعار “صنع في مصر”، كانت حاضرة منذ بداية النزاع القائم في غزة، حيث توجهت أنظار العالم إلى دورها في هذه الأزمة. على الرغم من الضغوط، كانت القاهرة تخطط لطريق لإنقاذ الفلسطينيين من هذا المأزق، وأخذت على عاتقها مواجهة مؤامرات التهجير.

الدور التاريخي لمصر في المنطقة

منذ اللحظة الأولى للأحداث، كانت مصر تدرك نوايا إسرائيل، وقررت إدارة الأزمة بحكمة، مع علمها أن المعركة تتجاوز مجرد الصواريخ والدماء، بل تحيطها مؤامرة أكبر. ووضعت نصب عينيها ضرورة التحرك للوقوف في وجه الانفجار المحتمل، حيث أدركت متى ينبغي لها التقدم ومتى ينبغي عليها التحلي بالصمت.

في غرفة المفاوضات بشرم الشيخ، تحول المشهد إلى عملية دؤوبة، حيث كانت القاهرة تقود العالم نحو الحل.

لم تكن مصر مجرد طرف في المفاوضات، بل كانت المحور الذي يدور حوله كل شيء، حددت الإيقاع وأعادت فرض الهدوء في وقت كانت فيه باقي الأطراف في حالة من الفوضى. من شرم الشيخ، خرجت اتفاقية السلام ليست كهدنة مؤقتة، بل كلحظة تاريخية تعيد لمصر موقعها الطبيعي كدولة قادرة على التأثير وصناعة القرار.

الرئيس عبد الفتاح السيسي اتجه نحو إدارة الموقف بجرأة وعقلانية، حيث تجلى فيه مفهوم القيادة الفعلية. فبدلاً من تقديم استعراضات لفظية، قام باتخاذ قرارات استراتيجية تميزت بالحكمة والثبات، مؤكدًا أن ضبط النفس في أوقات الأزمات هو أعظم مظاهر القيادة. وهكذا، خرجت مصر من العاصفة بشكل أكثر هيبة ووضوح عن قدرتها على التأثير.

كان دور مصر في الوصول إلى اتفاقية السلام أشبه بجراحة دقيقة، حيث تعاملت مع الأطراف المختلفة بحسابات دقيقة وأعادت بناء الحوار. في وقت كانت فيه الأمة بأسرها بحاجة إلى لغة جديدة تجمع بين الأمن والسياسة، استطاعت مصر أن تؤكد أنها لا تستطيع أن تُعقد أي اتفاقات من دونها.

وفي ظل الأحداث، كانت هناك معركة التهجير الأشد خطورة، حيث أعلنت مصر بوضوح أنها لن تقبل بأي نوع من التهجير إلى أي مكان. كانت كلمتها أساسية في إفشال المخطط الذي حاولت إسرائيل فرضه، وأكدت أن حدود مصر هي كرامتها وتاريخها.

بالإضافة إلى ذلك، في ظل الأمر الواقع الذي فرضته الأحداث، كانت مصر الرائدة في توفير المساعدات والفرص للمتضررين حين أغلق الاحتلال الأبواب. لقد استطاعت القاهرة أن تعيد الجانب الإنساني إلى الطبيعة الإنسانية لهذه الأزمة، مظهرة موقفاً قوياً ثابتاً لا يحتمل المساومة.

إن كل تلك التفاصيل تدل على عبقرية وجدية الحكومة المصرية، التي تعمل في صمت وبثقة، حيث تتابع الأحداث وتحلل المواقف بدقة، مع العلم بكيفية إشعال الأمل بين الحطام. ومن ثم، لم يكن الذي تحقق في شرم الشيخ مجرد اتفاق، بل إعلان جديد لعودة الدور المصري الحيوي في المنطقة.

مصر، كقلب نابض للشرق، تبرهن دائماً على قدرتها على استعادة ميزان العالم عندما يميل. حين تتحرك، فإنها لا تبحث عن مجد زائل بل تسعى لصناعة تاريخ يدوم للأجيال.