الوقود الرديء: تهديد حقيقي للمحركات الحديثة في العراق بين الواقع المرير والطموحات المهدورة
تأثير جودة الوقود على أداء السيارات التوربينية والهجينة
تعتبر نوعية الوقود المستخدمة في السيارات أحد العوامل المهمة التي تؤثر على أدائها، خاصةً في المناطق التي تعاني من ضعف معايير الجودة مثل العراق. عدم التوافق الجيد بين نوعية الوقود والمحركات التوربينية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل عميقة تؤثر في الأداء وديمومة المركبات.
علاقة الوقود بالمشاكل التي تواجه السيارات الحديثة
في كركوك، يلاحظ العديد من أصحاب السيارات أن الوقود العادي الذي يتم استخدامه بشكل يومي قد يتسبب في أعطال مثل تلف مضخة الوقود، خاصةً في المحركات التوربينية الحساسة. من ناحية أخرى، أظهرت التحقيقات في إقليم كردستان أن الوقود المحلي غالباً ما لا يلتزم بالمواصفات القياسية، ما يتسبب في تلوث خطير يؤثر في جودة المنتج النهائي. على سبيل المثال، بعض العينات من البنزين “المحسّن” تحتوي على مستويات من الكبريت تتجاوز 300 جزء في المليون، وهذه مشكلة تساهم في وقوع حوادث احتراق مفاجئ للسيارات، كما حدث مع عدد من سيارات الأجرة في دهوك.
عندما يتعلق الأمر بالمحركات التوربينية والهجينة، فإن استخدام وقود غير مناسب يمكن أن يقلل من الأداء والكفاءة. إذا كان الوقود يحتوي على مستوى منخفض من الأوكتان، فإنه قد يتسبب في تدهور الأداء وظهور أصوات غير طبيعية. أما إذا كان مستوى الكبريت مرتفعًا، فإن هذا قد يؤدي إلى تآكل سريع في الصمامات ولزيادة الانبعاثات الضارة. في حال احتواء الوقود على ملوثات مختلفة مثل الماء والشوائب، فإن ذلك قد يؤدي إلى انسداد الفلاتر وتدهور مضخة الوقود.
بالإضافة إلى ذلك، فإن السيارات الحديثة مصممة لتعمل على نوعيات وقود معينة، مما يعني أن استخدامها لوقود منخفض الجودة ليس فقط يضر المحرك، بل يؤثر أيضًا على المنظومة الذكية التي تدير التوازن بين الطاقة الكهربائية والبنزين. يؤدي تشغيل محرك التوربو على وقود غير ملائم إلى تقليل عمره ويخفض من الكفاءة العامة.
لذلك، لمواجهة هذه التحديات، ينبغي على المستهلكين المطالبة بمعايير أعلى لجودة الوقود وعدم الاكتفاء بالمواصفات المدونة على الورق. ويجب على الجهات المعنية تطوير البنى التحتية وتحقيق رقابة أكثر فاعلية. إذا تم الالتزام بهذه المعايير، فسوف تتحول السيارات الحديثة إلى استثمار حقيقي وليس عبءًا، مقدمةً الأداء والكفاءة والراحة للمستخدمين.
تعليقات