المملكة تعزز مستقبل طلابها في علوم الفضاء من خلال برامج تعليمية ومنافسات عالمية

المكانة الكبرى لعلوم الفضاء في السعودية

أكد الدكتور طارق فدعق، الخبير في مجال الفضاء والطيران، على الأهمية البالغة التي توليها المملكة العربية السعودية لمستقبل علوم الفضاء. إذ تهدف السعودية إلى استشراف أجيال تتمتع بالقدرة على المنافسة عالمياً في هذا المجال الحيوي، وذلك من خلال التركيز على تطوير التعليم وإثراء فعالياته. في هذا الإطار، تسعى المملكة لدمج الطلاب والطالبات في برامج تعليمية متخصصة في علوم الفضاء، مما يسهم في صقل مواهبهم وتنمية قدراتهم النظرية والعملية منذ المراحل الدراسية الأولى.

التعليم المدفوع بالشغف نحو الفضاء

أشار الدكتور فدعق خلال حديثه مع قناة “الإخبارية” إلى أن الجهود التعليمية في المملكة تشمل تنظيم محاضرات تخصصية وزيارات ميدانية لمؤسسات علمية وفضائية مرموقة، إضافة إلى مشاركة الطلاب في مسابقات على المستويين الوطني والدولي. تهدف هذه المبادرات إلى ترسيخ شغف الطلاب بالعلوم والهندسة والفنون، وتحفيز الابتكار والبحث العلمي، مما يساهم في إعداد نُخب وطنية متمكنة تسهم في تطور المملكة في مجالات تقنيات الفضاء وغيرها من المجالات المستقبلية.

مسابقة “مداك”.. منصة لإعداد قادة المستقبل

كما أوضح فدعق أن مسابقة “مداك” في نسختها الثانية تمثل نموذجاً عملياً لهذا الاتجاه الطموح، حيث توفر منصة قوية للطلاب والطالبات للتنافس في مجالات أساسية مثل الهندسة والفنون والعلوم. تُتيح المسابقة للمشاركين تطبيق معارفهم النظرية على مشاريع عملية، مما يُعزز تفكيرهم الإبداعي ويمنحهم خبرة واقعية مشابهة للتحديات التي تواجهها مجالات الفضاء.

بناء المهارات الأساسية للنجاح

شدد فدعق على أن التركيز على الأنشطة التعليمية لا يقتصر على المعرفة الأكاديمية فحسب، بل يمتد ليشمل أيضاً بناء مهارات شخصية أساسية مثل العمل ضمن فريق، حل المشكلات، والتواصل الفعال. بالإضافة إلى ذلك، فإن دمج الفنون مع العلوم والهندسة في مسابقات مثل “مداك” يعزز من تطوير التفكير الشمولي لدى الطلاب، مما يُثري تجربتهم التعليمية ويفتح أمامهم آفاقاً جديدة لمستقبل مهني مزدهر في مجالات العلوم والتكنولوجيا والفنون.

دعم الرؤية السعودية 2030 في علوم الفضاء

اختتم الدكتور فدعق بالتأكيد على أهمية هذه المبادرات في دعم رؤية المملكة 2030، التي تركز على الاستثمار في التعليم وتنمية المواهب المحلية، وتوفير بيئة محفزة للنمو العلمي والابتكار لدى الشباب. إن مشاركة الطلاب في المسابقات والفعاليات العلمية الدولية تتيح لهم اكتساب خبرات من مدارس علمية متنوعة، وتساعد في بناء شبكات علاقات علمية عالمية تُعزز طموحات السعودية في أن تصبح مركزاً إقليمياً ودولياً للابتكار والتفوق في مجالات الفضاء والتكنولوجيا.