أمين الفتوى يفسر المعنى الشرعي لآية ‘واضربوهن’ في القرآن: ماذا تعني الضرب الزوجي وفقًا للتعاليم الإسلامية؟
العنف في العلاقات الزوجية في الإسلام
أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن الإسلام يرفض العنف في العلاقات الزوجية. حيث أن الضرب المذكور في القرآن جاء في إطار الإصلاح، وليس للإيذاء، ويُسبق بالموعظة والهجر كوسائل لتحقيق التهذيب. هذا التوضيح يسهم في فهم المقصود من الآيات القرآنية والسياقات التي تنظم العلاقات الأسرية.
العقوبات الرمزية في العلاقات الأسرية
وخلال مداخلته في برنامج “فتاوى الناس” على قناة “الناس”، أوضح فخر أن الضرب المقصود شرعًا لا يُقصد به الإهانة أو الإيذاء. بل يُعتبر تأديبًا رمزيًا، كما ورد في السنة النبوية التي تشير إلى استخدام السواك كوسيلة للفت الانتباه، دون التسبب في أي ألم أو إذلال. هذه الصورة تعكس الروح التي يجب أن تسود في العلاقات الزوجية، حيث يكون التأديب وسيلة لتحقيق الإصلاح، وليس ضحية للإيذاء.
وأشار إلى أن الموعظة والهجر لا يتوقفان على فترة زمنية معينة، بل يتأثران بمدى استجابة الزوجة وهدف الإصلاح المنشود. العنف، في المقابل، يُفقد العلاقة الصميمية بين الزوجين روح المودة والرحمة، وقد يترك آثارًا نفسية سلبية تُعيق عملية الإصلاح وتؤدي إلى تدهور العلاقة. لذا ينبغي التركيز على وسائل التهذيب والتواصل، والابتعاد عن أي سلوك يحمل طابع العنف.
وشدد فخر على أن الإسلام يهدف إلى تعزيز كرامة الإنسان وبناء أسر متماسكة. وأوضح أن أي تصرف يتعارض مع هذا الهدف، سواء كان عنفًا أو إهانة، يُعد مرفوضًا شرعًا. كما دعا الأزواج إلى التحلي بالحكمة والصبر، وأهمية الاعتماد على الحوار والموعظة كوسائل أساسية قبل اللجوء إلى أي خطوات أخرى قد تؤدي إلى تفاقم الأوضاع. الأسلوب الحكيم في التعامل وتنمية اسس الحوار يعتبران من أهم عوامل نجاح العلاقات الزوجية واستقرار الأسر.
اقرأ أيضًا:
أمين الفتوى: الخاطب لا يملك أي سلطة شرعية على خطيبته.. طاعتها لوالديها فقط

تعليقات