أكتوبر 1973: السعودية تحسم الموقف وأميركا تتخبط.. تركي الفيصل يكشف تفاصيل معركة النفط
موقف المملكة العربية السعودية من حرب أكتوبر وقطع إمدادات النفط
في حديثه لقناة العربية، كشف الأمير تركي الفيصل تفاصيل أهمية موقف المملكة العربية السعودية خلال حرب أكتوبر 1973، وكيف كانت خشية الملك فيصل بن عبدالعزيز تدفعه للحديث مع الولايات المتحدة بشكل رسمي. كان الملك يؤكد على ضرورة اتخاذ خطوات لإنهاء الاحتلال وفق قرارات الأمم المتحدة، مشددًا على أن رفع إنتاج النفط لن يتم دون معالجة القضايا الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط. كان هناك قرار تدريجي بشأن تخفيض إنتاج النفط، حيث بدأ بتقليص 5% من الإنتاج، ثم زاد إلى 10% عندما حصل الملك على وعد من الرئيس الأمريكي نيكسون بإيجاد حل عادل وشامل للمنطقة.
استراتيجيات السياسية وتأثيرها
أشار الأمير تركي إلى أن القرار كان ينطوي على خطوات مدروسة، حيث بدأ بتخفيض 5% ثم زاد إلى 10%، مما عزز الموقف السعودي بعد حصول الملك على تأكيد نيكسون بشأن الحل الشامل. وقد قام هنري كيسنجر بزيارات إلى كل من مصر والسعودية وسوريا، وكان هذا التنسيق جزءًا من جهود الملك فيصل مع حافظ الأسد لإنهاء النزاع. وقد كان الهدف من هذه المساعي إيصال رسالة واضحة، مع الضغط على الولايات المتحدة بسبب دعمها لإسرائيل.
وفي سياق الأهداف من هذه الخطوة، أوضح الأمير تركي أن الغرض كان إيصال رسالة قوية للولايات المتحدة نتيجة لدعمها لإسرائيل. القرار كان جزءًا من سياسة مدروسة وليست خطوة عفوية، وكان الملك فيصل يتجنب اتخاذ قرارات دون دراسة وتمعن. لم يكن القرار مطلقًا بل كان مرحلة مهمة ضمن مسار سياسي أوسع.
علاوة على ذلك، أبدى الملك فيصل اعتراضه على قرار بغداد في عام 1967 بقطع النفط عن الولايات المتحدة، رغم أن المملكة شاركت في ذلك، حيث استمر الخطوة لمدة شهرين. وعندما التقى الزعماء العرب في الخرطوم، اقترح الملك فيصل أن تقوم دول النفط بتعويض سوريا والأردن ومصر عن خسائرها، مما أدى إلى تبرع السعودية بخمسين مليون جنيه إسترليني، والكويت 55 مليونًا، والجزائر 10 ملايين، وليبيا 30 مليونًا. هذه الخطوة منحت الدول العربية دفعة لتجاوز آثار الهزيمة والثقة في مواجهتها للاحتلال.
وأكد الأمير تركي أن هذا القرار ساعد الدول المهزومة على النهوض، مما أعطاها روح الثقة لمواجهة التحديات. في تلك الفترة، أصدرت الدول العربية ثلاثة لاءات: لا مفاوضات، ولا اعتراف بإسرائيل، ولا إنهاء لحالة الحرب. كما أثبتت هذه الخطوة قوة العمل العربي المشترك وأهمية دعم الحقوق في السياقات السياسية الإقليمية.

تعليقات