جهود لجنة حفظ الآثار العربية في عصر المماليك الجراكسة
ناقشت الباحثة الأثرية إسراء حميدو أبو زيد رسالتها للماجستير في قسم الآثار بكلية الآداب جامعة عين شمس، التي تناولت فيها الأعمال التي قامت بها لجنة حفظ الآثار العربية في مدارس القاهرة خلال فترة المماليك الجراكسة. وقد شهدت المناقشة مشاركة لجنة تحكيم مكونة من أكاديميين مرموقين، تم منح الباحثة خلالها تقدير امتياز.
إسهامات اللجنة في الحفاظ على المعالم الثقافية
تهدف الدراسة إلى استعراض جهود لجنة حفظ الآثار العربية في تلك الحقبة، من خلال تحليل الوثائق والتقارير المتاحة التي تتعلق بالأعمال المعمارية والفنية في مدارس ذلك الزمن. اعتمدت الباحثة على الملفات الخاصة بكل أثر، وهي تعد أداة مهمة لفهم جميع أعمال اللجنة بدقة، خاصة في ظهور بعض التفاصيل التي لم تتضمنها كراسات اللجنة.
كما استخدمت الدراسة صورًا أرشيفية ورسومات هندسية نفذت من قبل مهندسي اللجنة، مما يعطي انطباعًا شاملًا عن الحالة المعمارية والتغييرات التي مست هذه الآثار. وقد رصدت الدراسة أعمال اللجنة ومدى توافقها أو اختلافها مع الشكل الأصلي للمنشآت وفقًا لما جاء في وثائق الوقف الخاصة بها.
شملت الدراسة تحليل المدارس التي تأسست في عصر المماليك الجراكسة، حيث وجدت الباحثة أن المدينة تضم ستًا وثلاثين مدرسة في تلك الفترة، وتمكنت من تحديد طبيعة هذه المنشآت عبر النصوص التأسيسية ووثائق الوقف. كما أوضحت كيف كانت هذه المباني تُوقف كمساجد لإقامة الصلوات وفق ما ينص عليه الحديث الشريف حول الأعمال المتواصلة بعد الموت.
وأكدت الدراسة أن النصوص التأسيسية ووثائق الوقف تلعبان دورًا أساسياً في تحديد وظيفة المنشآت، حيث يتم الاعتماد عليها في تحديد طبيعة المبنى عند فقدان النصوص الأخرى. وبالرغم من عدم اعتماد اللجنة في بعض الأحيان على الوثائق، فقد أظهرت الباحثة أن اللجنة نجحت في كثير من الأوقات في إعادة العديد من المدارس إلى صورتها الأصلية.
كذلك، أبرزت الدراسة الصعوبات المالية التي واجهت اللجنة في تنفيذ المشاريع وأعمال الترميم، وتأثير ذلك على جودة العمل المنجز، مما أدى إلى التخلي عن بعض المشروعات. ومع مواجهتها لمعارضة بعض الأعضاء ممن حاولوا إدخال الحداثة، تمسكت اللجنة برؤيتها حول ضرورة الحفاظ على العبق التاريخي.
في نهاية المطاف، كشفت الدراسة عن أهمية الحفاظ على الأثر والجهود المتواصلة التي قامت بها اللجنة، مما يعكس أدوارها في حماية التراث الثقافي، حيث تم تدريب الحرفيين المهرة وتعزيز قدراتهم، مما كان له أثر واضح في تحسين جودة الأعمال المنفذة في ترميم المباني الأثرية.

تعليقات