التاريخ العريق للمملكة العربية السعودية
أكّد الدكتور سعد العريفي أنّ المملكة العربية السعودية تمتلك تاريخًا عريقًا يمتد لثلاثة قرون، بدءًا من تولي أسرة آل سعود الحكم منذ عام 1139هـ الموافق 1727م. جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “قراءة في التاريخ الوطني للمملكة: من التأسيس إلى الرؤية”، ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن.
العمق التاريخي للمملكة
في هذا السياق، أشار العريفي إلى أهمية هذا الامتداد التاريخي الذي يبرز دور المملكة في قلب الحضارة العالمية، معتبرًا أن الدولة السعودية الأولى بدأت قبل العديد من الدول الحديثة. فعلى سبيل المثال، تحققت الوحدة الألمانية عام 1871م، والوحدة الإيطالية عام 1872م، وتُعد الثورة الفرنسية عام 1789م والاستقلال الأمريكي عام 1776م من الأحداث المحورية التي جاءت بعد تأسيس الدولة السعودية الأولى.
وتناول العريفي البدايات الأولى للدولة، مشيرًا إلى أن الدرعية شكلت رمزًا حضاريًا عميقًا، تأسست عام 850هـ على يد مانع المريدي، كخطوة لتحويل المنطقة من إمارات متناحرة إلى كيان يسعى لتأمين طرق الحج والتجارة. وقد ظلت الدرعية رمزًا عالميًا يجمع جميع مواطني الدولة السعودية، تجسد حلم الأئمة في توحيد وأمن الوطن.
انتقل العريفي للحديث عن مرحلة التوحيد التي قادها الملك عبدالعزيز، والتي تُعد واحدة من كبريات المحطات في التاريخ الحديث. وقد استعاد الملك عبدالعزيز الرياض في عام 1902م، ما شكل نقطة تحول في رسم معالم الدولة الحديثة. وأشار إلى شجاعة الملك ودوره في توحيد المملكة، حيث أدت هذه الملحمة إلى تحقيق الوحدة عام 1932م بعد ثلاثين عامًا من الكفاح.
وحول أهداف الملك المؤسس، ذكر العريفي أنه جعل الأمن والاستقرار في مقدمة أولوياته، إذ قام ببناء سور الرياض، وتأسيس الهُجر، والتوجه نحو التعليم وتطوير شبكة المواصلات. كما سعى الملك عبدالعزيز لتوقيع الاتفاقيات الدولية التي ضمنت للمملكة مكانتها الإقليمية والدولية.
تطرق العريفي أيضًا إلى رمز العلم السعودي، مشيرًا إلى تفرّده كونه العلم الوحيد الذي لا يُنكّس، ويحمل دلالات توحيد وهوية وطنية. في ختام حديثه، اعتبر أن رؤية المملكة 2030 هي امتداد طبيعي للجذور التاريخية، حيث تسعى لبناء مشروع حضاري مستقبلي يقوم على الابتكار والتقنية.
اختتم العريفي بإبراز الدور التاريخي للمملكة في مواجهة التحديات، مشددًا على أن القيم التي بُنيت عليها الدولة منذ بداياتها لا تزال توجه حاضرها ومستقبلها. وهذا يظهر أهمية التاريخ الوطني في تعزيز الهوية والوحدة الوطنية. يُذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 يُقام تحت شعار “الرياض تقرأ” ويهدف لتعزيز شغف القراءة والمعرفة في المجتمع.
تعليقات