هل يشير ظهور ‘الميادين’ وأبناء نصر الله في بغداد إلى توسع إعلامي أم إعادة تموضع ‘محور المقاومة’؟
نقل قناة الميادين إلى بغداد: إعادة هيكلة إعلامية أم تحولات سياسية؟
خطوة انتقال قناة “الميادين” إلى بغداد تُعلن رسمياً كجزء من استراتيجية توسع إعلامي، لكن ارتباطها باحتمالات استقرار أبناء الشهيد حسن نصر الله وعائلات قيادات حزب الله في العراق يُعطيها بعداً أعمق من مجرد إعادة تنظيم إداري. انطلقت القناة من بيروت في عام 2012 وتبنت خطاً تحريرياً منحازاً لمحور المقاومة، لكنها تعاني من ضغوط مالية كبيرة في لبنان بسبب العقوبات الأمريكية والدولية المفروضة على الحزب. وهذا يدفعها للبحث عن منصات بديلة، مثل العراق، الذي يتمتع ببيئة سياسية أقل تقييداً من ناحية التمويل، مما يسهل استمرارية المؤسسات الإعلامية ذات الارتباطات بحزب الله.
انتقال الميادين: بين الشائعات والواقع
تأتي هذه الأنباء وسط نفي الحكومة العراقية للفكرة القائلة بوجود استقرار دائم لعائلات تلك القيادات في بغداد. فقد أوضح مصدر حكومي أن وجود أبناء الشهيد حسن نصر الله في العراق يعود لمشاركتهم في فعاليات معروفة تستقطب قيادات حكومية وسياسية، وأنه لا توجد دلائل على استقرارهم بشكل دائم. يعكس هذا التصريح محاولة لتهدئة المخاوف الدولية حيال استخدام العراق كقاعدة دائمة لحزب الله، رغم الاعتراف بالوجود الرمزي أو المناسباتي.
تتعلق المسألة كذلك بالتمويل، حيث تشير تقارير إلى محاولة الاستفادة من موارد مالية عبر البنوك العراقية. وفي هذا السياق، أكد المصدر الحكومي أن هذه الفرضيات لا تستند إلى حقائق، بل هي مدفوعة من قِبل قوى سياسية تسعى لإثارة مواضيع غير دقيقة. ليس في هذا النفي ما يُنهي التساؤلات، خاصةً في ظل تاريخ العقوبات الأمريكية على مصارف عراقية منذ 2011 بسبب شبهات مماثلة.
يمر أي نشاط إعلامي خارجي في العراق بعملية رقابة من هيئة الإعلام والاتصالات، إلا أن تطبيق هذه القوانين غالباً ما يكون ضعيفاً. الدراسات تشير إلى وجود ثغرات في الرقابة يمكن استغلالها في مجالات التمويل أو نقل الأموال، مما قد يؤدي إلى إعادة العراق إلى دائرة الرقابة الدولية بسبب أي ارتباطات محتملة بين القناة والنظام المالي.
بالفعل، يعكس نقل قناة بحجم الميادين إلى بغداد محاولة لتعزيز مركز محور المقاومة الإعلامي في بيئة أقل عرضة للضغوط الدولية، مستفيداً من الانفتاح الإيراني على العراق. أي استقرار لعائلات قيادات الحزب يضيف بعداً سياسياً معقداً يجعل العراق مركزاً لنشاطات إقليمية كانت محصورة في بيروت ودمشق. تاريخياً، الانتقال لمؤسسات إعلامية إلى بلدان جديدة غالباً ما يرتبط بإعادة تشكيل خطوط التأثير.
تجمع الأنباء التي تتحدث عن انتقال “الميادين” مع تلك الخاصة بوجود أبناء حسن نصر الله لتكون بغداد ساحة تتداخل فيها الإعلام والمال والسياسة. على الرغم من نفي الحكومة لأي استقرار أو تمويل، تبقى الأسئلة قائمة وسط تاريخ طويل من العقوبات والاتهامات ذات الصلة. تظهر الأبحاث القانونية أن استمرار العراق في هذا المسار قد يجعله عرضة لضغوط دولية متجددة، بينما قد تكون للقناة مصلحة في ضمان بيئة أقل تقييداً لضمان استمراريتها.
تعليقات