ذكرى 2 أكتوبر 1973: بدء حرب أكتوبر وتوافد المقاتلين الفلسطينيين على القاهرة بدعوة من الرئيس السادات

تفاصيل حرب أكتوبر 1973

مع اقتراب ساعة الصفر للحرب ضد إسرائيل، كانت الاستعدادات قائمة على الجبهتين المصرية والسورية بسرية تامة في الثاني من أكتوبر عام 1973. كان قرار الحرب، وفقًا للكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل، يعتبر واقعًا مفروضًا خارج إرادة القادة، حيث كانت الوحدات البحرية قد بدأت مهامها في تنفيذ خطة الحصار على باب المندب، في حين ظلت هذه الوحدات معزولة عن القيادة بسبب التزامها بالصمت اللاسلكي.

انطلاق العمليات العسكرية

في مذكراته حول حرب أكتوبر 1973، يؤكد الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان الجيش المصري في ذلك الوقت، أنه لم يكن بالإمكان إيقاف الحرب، حيث كانت بعض الوحدات قد بدأت بالفعل مهامها. وقد أبحرت غواصات مصرية في الأول من أكتوبر لتنفيذ مهامها القتالية. وكان من الضروري فرض الصمت اللاسلكي لأسباب أمنية، ولم يكن هناك أي وسيلة للاتصال بها حتى تبدأ العمليات. يتذكر الشاذلي تجربة مهمة مع اللواء “ذكرى” قائد البحرية حينما أكد له أن الغواصات ستخرج للقيام بمهمتها، ووافق الشاذلي على تلك الخطوة دون أي تعديلات.

وفي كتابه “الطريق إلى رمضان”، يسرد هيكل تفاصيل عن التعاون العربي الذي تحقق في نفس اليوم، حيث وصل إلى القاهرة عدد من ضباط المقاومة الفلسطينية بدعوة من الرئيس السادات، الذين جاءوا ليشاركوا في المعركة. وقد وضح السادات مدى توتر الموقف، مضيفًا أن مصر ستنشط جبهة القناة، وأن المقاومة ستتولى تنفيذ عمليات فدائية داخل سيناء.

هذا يعني أن القيادات الفلسطينية لم تكن على علم ببدء الحرب المزمع في السادس من أكتوبر، في الوقت الذي كان فيه الفريق أول أحمد إسماعيل، وزير الحربية، متجهًا إلى دمشق لتنسيق ساعة الصفر. وفقًا لهيكل، كانت هذه الساعة موضع نقاش حتى اللحظة الأخيرة، حيث كان الجيش السوري يفضل البدء قبيل الفجر بينما كان الجيش المصري يرى أن يكون الهجوم عند الغروب للاستفادة من الظلام. انتهت النقاشات بتحديد موعد الهجوم في يوم عيد الغفران في إسرائيل، عند الثانية بعد الظهر.

على الرغم من السرية المشددة حول موعد الحرب، حدثت واقعة غير متوقعة كادت أن تفسد عنصر المفاجأة، حيث نشرت وكالة أنباء الشرق الأوسط خبرًا عن تأهب الجيشين الثاني والثالث. ورغم أنه كان ينبغي أن يكون هذا الخبر محدود الانتشار، إلا أنه أُرسل بطريق الخطأ إلى كل الوكالات، مما أدي إلى ضجة ولكن لم يُسجل أي أضرار جراء نشر النبأ.