كوكب جائع: 6 مليارات طن من الكون تبتلع كل ثانية

اكتشاف كوكب شاردا بعطش كبير للمواد الكونية

أصبح العلماء في مجال الفلك شهودًا على اكتشاف فريد من نوعه يتعلق بكوكب وحيد يتمتع بشغف كبير لاستهلاك المواد الكونية، حيث يستهلك الغاز والغبار بمعدل هائل يصل إلى ستة مليارات طن في الثانية. هذا الكوكب الذي يحمل الرمز Cha 1107-7626، يطفو في فضاء شاسع يبعد حوالي 620 سنة ضوئية عن كوكب الأرض، ضمن كوكبة الحرباء.

كوكب وحيد في عتمة الكون

ما يميز هذا الكوكب عن غيره هو أنه يعيش في ظلام تام، بعيدًا عن أي نجم ينيره أو يمنحه الدفء، حيث أن معظم الكواكب الشاردة عادةً ما تكون عوالم باردة وصامتة. لكن الكوكب المذكور يختلف بشكل جذري، فقد تمكن العلماء من رصده وهو في مرحلة نمو نشطة تسحب منها المواد من القرص المحيط به بمعدل غير مسبوق. وقد رصدت الأجهزة العلمية الرائدة اشعاعات مكثفة من الأشعة تحت الحمراء ووجود المركبات السيليكونية، فضلاً عن خطوط طيفية تدل على وجود مركبات هيدروكربونية تشير إلى قرص غني بالكربون. كما تم تسجيل دلائل واضحة على عمليات تراكم المواد حول هذا الكوكب، مما يجعله مثالًا رئيسيًا على كيفية نمو الأجسام الكوكبية من خلال الأقراص المحيطة بها.

أضاف العلماء أن هناك ما يشبه “طفرة نمو” ترتبط بمساحة المجال المغناطيسي لهذا الكوكب. بالإضافة إلى ذلك، كانت المفاجأة الكبرى في تغير التركيب الكيميائي للقرص، حيث ظهر بخار الماء فقط خلال فترات استقطاب المواد بكثافة. هذا الاكتشاف يثير تساؤلات عميقة حول أصل الكواكب الشاردة: هل هي كواكب تشكلت مثل النجوم أم أنها كواكب عملاقة تم طردها من أنظمتها الشمسية؟ يُظهر الاكتشاف الجديد أن بعض هذه الكواكب قد تنمو بطريقة مشابهة لنمو النجوم، مما يعيد تشكيل فهمنا لكيفية تشكل الكواكب في الكون.