في تلك الفترة، كانت الأمة تعيش فترة سيئة؛ حيث كانت متفرقة ومتناحرة وتعاني من الضعف، مما دفعها إلى ثمن باهظ لتحتل القدس ومدن الساحل السوري، بما في ذلك حصار دمشق عام 1148م. استطاع صلاح الدين أن يحمل مشروعًا للنهوض بالأمة، وتمكن في أقل من عشرين عامًا من تحقيق طموحاته في التحرير. واستند مشروعه إلى ركائز أساسية من بينها العودة إلى الدين، وتوحيد الأمة، وبناء جيش عقدي يؤمن بالله ونصره، على الرغم من أن العدة لم تكن كافية لمواجهة قوة عدوه.
لقد كان صلاح الدين القائد الذي يجسد القدوة في العدالة والتقى والحنكة. اليوم، وبعد مضي ما يقارب 80 عامًا على احتلال فلسطين، قدم أبناءها تضحيات عظيمة ولا يزالون يواجهون عدوانًا مستمرًا وإبادة جماعية، مع وجود دعم غربي وشراكة أمريكية وتعثر عربي. ورغم ذلك تبقى قضيتهم حية تعكس تحركًا عالميًا يدعم حقهم، كما تجلى مؤخرًا في رحلة أسطول الصمود لكسر الحصار عن غزة.
إنها مناسبة لتأمل التاريخ؛ فالموقع هو نفسه، والعدو هو نفسه، والاحتلال قائم على أسس دينية محرفة. عندما احتل الأعداء القدس عام 1099م، ارتكبت مجازر فظيعة، بينما أخرجهم صلاح الدين سالمين بموجب شروط كريمة. نحن بحاجة إلى استلهام دروس تجربة صلاح الدين، فالشعوب بحاجة إلى قائد يقودها للعودة إلى دينها ويحقق العدل ونشر الرحمة.
ولدى الأمة الكثير من الهموم، والقرآن محفوظ كما هو، إلا أن الذل أصبح سائغًا لدى بعض أبنائها. من المهم أن ندرك أن صلاحًا جديدًا يجب أن يصنعه أبناء الأمة وفق منهج الله، وليس مجرد انتظاره. هذه الحاجة ليست مستحيلة، فقد أثبتت الأحداث أن الشعارات والنماذج المستوردة قد فشلت. يتوجب على الجميع، حكامًا ومحكومين، أن يقوموا بدورهم في بناء مشروع التحرير، خاصة بعد انكشاف المشروع الصهيوني الأخلاقي أمام الشعوب الغربية.
تحرير القدس بين الاحتلالين الصليبي والصهيوني
أشير إلي أن موضوع تحرير القدس بين الاحتلالين الصليبي والصهيوني قد تم نشره اليوم () ويجده القراء على جو 24 ( الأردن ) وقد قام فريق التحرير في برس بي بالتأكد من صحته، وربما تم إدخال تعديلات عليه أو قد تم نقله بالكامل أو الاقتباس منه.
نتمنى أن يكون ما قدمه موقع Pressbee من معلومات حول تحرير القدس بين الاحتلالين؛ الصليبي والصهيوني فعلاً قد أفادكم.
تعليقات