معرض الرياض الدولي للكتاب 2025: ملاذ هادئ من ضغوط الحياة إلى عالم الكتب

لا توجد لحظات أجمل من تلك التي نبتعد فيها عن صخب الحياة لنغمر أنفسنا في صفحات كتاب، وما يضاهي رائحة الورق إلا عطر الفكر والثقافة! يسعدنا أن نرحب بكم في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025، الذي يثبت مجددًا قدرة مدينة الرياض على القراءة بوعي وإدراك، فالكبار والصغار من مواطنيها ومقيميها وزوارها يجتمعون هنا.
في هذه الفعالية التي تنظمها هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية، يجد عشاق الكتب أنفسهم أمام تجربة ثقافية شاملة وغنية، مع خيارات متنوعة تصل لآلاف العناوين من أكثر من 2000 دار نشر ووكالة من جميع أنحاء العالم، إلى جانب برنامج ثقافي يتسم بالتنوع، ويعتبر الأكبر في العالم العربي، بمشاركة خبراء ومتحدثين ومبدعين محليين ودوليين ضمن جلسات نقاشية، وأمسيات شعرية، وورش عمل متخصصة.
تتابع “سيدتي” الحدث كعادتها، حيث كان فريقها حاضرًا منذ اليوم الأول من الافتتاح لتقدم لكم أبرز المشاهدات وبعض اللقاءات الحصرية.

الاحتفاء بالقارئ

الشاعر رمزي بن رحومة مدير النشر في دار تشكيل

بين أجنحة الدور المشاركة، كانت لنا زيارة لدار تشكيل، التي حصلت على جائزة النشر في “الجوائز الثقافية الوطنية” برعاية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حيث التقينا مدير دار النشر، الكاتب والشاعر رمزي بن رحومة، الذي تحدث عن رؤية الدار المحلية وقدرتها على الوصول إلى القارئ العربي والعالمي من خلال تقديم محتوى يتماشى مع ذاقته الفكرية.
وأكد أن تشكيل تسعى لتقديم إصدارات أدبية ذات جودة عالية، تضم مجموعة متنوعة من الأعمال المترجمة والمحلية، مع التركيز على أهمية القيمة الأدبية، مستعرضاً إصدارات تشمل الأدب الفلسفي، السير الذاتية، والروايات الحائزة على جوائز، مثل الرواية التي فازت بجائزة البوكر 2023 “ترنيمة نبوية”.

دار تشكيل الفائزة بجائزة النشر في الجوائز الثقافية الوطنية

لمسة من الثقافة الأوزباكستانية

في جناح أوزباكستان، ضيف هذا العام، اكتشفنا ثقافة فريدة تجمع بين التقاليد الشرقية والغرب. تعرفنا على مشاركة متنوعة من الحرف اليدوية والمأكولات والأزياء، والتي قدمت نموذجًا رائعًا للتبادل الثقافي. وقد عُرضت أعمال الفنان الخطاط حبيب الله صالح، إذ يعد أحد أبرز مبدعي الخط العربي بأساليبه المتعددة. وفي حديثه، أعرب عن سعادته بوجوده في المعرض، مؤكداً أهمية الفعاليات الثقافية في تعزيز الروابط بين الدول، مشيدًا بالجهود التي تبذلها المملكة في تنظيم مثل هذه المهرجانات.
كما أطلعنا الخطاط على نسخ من المخطوطات التي نسخها بخط يده، مثل المصحف الشريف للخليفة عثمان بن عفان، وقدم شرحًا عن الأعمال الفنية التي تبرز الجوانب الروحية والثقافية للعالم الإسلامي.

الخطاط الأوزبكي حبيب الله صالح

رؤية ثقافية متجددة

اختتم المعرض بأجواء ثقافية مفعمة بالأنشطة المتنوعة، حيث إستقطب الكتّاب والمفكرين للحوار حول موضوعات تهم الفكر والإبداع. كان هناك نشاط حواري تناول دور الكتاب في بناء العلاقات الدولية والثقافية، حيث ناقش الكاتب والدبلوماسي الألباني يلييت ألتشك أهمية القراءة في تحسين الفهم بين الشعوب، مؤكداً أن الأدب يجسد روح كل أمة.
يتجلى من خلال هذا المعرض تأثير القراءة على المجتمع السعودي، حيث يشارك فيه أكثر من 2000 دار نشر، مما يعكس الشغف العميق للمعرفة والثقافة لدى الزوار.
مع استمرار الأحداث الثقافية، يبقى معرض الرياض الدولي للكتاب منصة أساسية للاحتفاء بالأدب والثقافة، ويظهر كيف أن متعة القراءة لا تزال حية وقوية في قلوب ابنائها.

تمتد الفعاليات حتى 11 أكتوبر، مسلطة الضوء على أهمية الكتاب كنافذة لثقافات متعددة، مؤكدة أن الرياض مدينة تقرأ حقًا، في إطار التزامها بتسليط الضوء على الثقافة والفنون.