العراق يتألق عمرانياً بلمسة هندسية تعكس تراثه وبيئته

العمارة العراقية: مزيج بين الأصالة والحداثة

أشارت نادية حبش، نقيبة مهندسي فلسطين السابقة، إلى أن العراق يمثل مثالاً تميزاً حضارياً ومعمارياً متأصلاً في التاريخ. وقد لفتت إلى أن العمارة في العراق لا تزال تحتفظ بأصالتها رغم التحديات المتعددة، حيث تشهد حالياً نمواً عمرانياً متجدداً يتناغم مع البيئة والتراث ويعكس الحداثة من خلال وعي هندسي مدروس.

التصميم المعماري: توازن بين الماضي والمستقبل

وفي حديثها لوكالة الأنباء العراقية (واع)، خلال مشاركتها في مهرجان العمارة العربي الذي ينظمه نقابة المهندسين العراقيين، أكدت حبش أن زيارتها للعراق تركت أثراً عميقاً لديها، مشيرة إلى أن هذا البلد يختلف عن سواه من المناطق من حيث البيئات العمرانية، إذ يمتلك حضارة تنبض بالحياة وتجدد نفسها في كل عصر، وهو ما ينعكس في تصميم الجوامع والمآذن والزخارف الملونة، على عكس العشوائيات التي لا تحمل هوية معمارية في البلدان المجاورة.

أضافت حبش أنها خلال زيارتها الثانية للعراق قبل عامين، لاحظت أن الأصالة وقوة الأسس المعمارية لا تزال قائمة رغم الصعوبات والحروب التي واجهها البلد، أما في زيارتها الحالية، فقد رصدت نمواً عمرانياً غير مسبوق، يتم وفق أنماط هندسية مستوحاة من البيئة العراقية، مع لمسة معاصرة تجمع بين التراث والحضارة الحديثة.

وأوضحت أن هذا التطور يظهر في مشاريع متنوعة تشمل المجمعات السكنية والجسور والمستشفيات والأبراج والمراكز التجارية، مما يعكس جهداً معمارياً يحافظ على الجذور التاريخية، ويحسن في الوقت نفسه استخدام الأساليب والمواد الحديثة في البناء.

شددت حبش على أهمية عدم انقطاع العمارة عن تسلسلها التاريخي مع ضرورة الاعتراف بالتطورات الحديثة في أساليب الحياة والمواد المستخدمة. وأكدت أن المهندسين المعماريين العراقيين اليوم يقدمون نموذجاً مهماً للتوازن بين الأصالة والحداثة، وذلك لضمان استدامة هذه المباني وتعزيز الهوية الوطنية.

وأوضحت أن أي تصميم معماري ناجح يجب أن ينطلق من فهم عميق للبيئة المحلية واحتياجات المجتمع، وأن يرتكز على تاريخ العمارة العراقية، لكي تكون المشاريع الجديدة امتداداً للهوية بدلاً من أن تشكل قطيعة معها.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام