الرياض: قصة الحلم العقاري ورؤية المستقبل

الرياض: أيقونة التنمية العالمية

في قلب الوطن، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، المعروف بحبه للرياض وبنائها، ترتقي العاصمة بسرعة لتصبح مدينة غير عادية، بل أشبه بقصيدة تُكتب بالأحجار والحدائق والتكنولوجيا. المدينة التي تتشكل ملامحها وفق رؤية 2030 الطموحة لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ستصبح أيقونة عالمية تجمع في هويتها سمات أربع مدارس حضرية كبرى:

المدينة المتألقة

• مدينة ذكية متكاملة، تُدار خدماتها الرقمية بجودة تساهم في تعزيز مستوى الحياة وكفاءة الاقتصاد.
• مدينة خضراء مستدامة، تسعى لإعادة التوازن بين الإنسان والطبيعة، مع مشاريع كبيرة مثل الرياض الخضراء.
• مدينة ذات تخطيط إقليمي بعيد المدى، يضمن توزيع التنمية بشكل عادل بينما يفتح آفاق الضواحي والمناطق المحيطة نحو نهضة متوازنة.
• مدينة ذات نمو اقتصادي سريع، تجعل من العقار رافعة للتنمية وفرصة استثمارية مستدامة.

هذه الرؤية لم تقتصر على الطموحات النظرية، بل تجسدت في تشريعات ونظم أحدثت تحولات في القطاع العقاري، ومنها فرض رسوم الأراضي البيضاء لتنشيط السوق، واعتماد خرائط دقيقة لتطبيق الضرائب، إلى جانب تطوير أنظمة الدعم السكني بما يلبي احتياجات المواطنين. كما سعت لتنظيم العلاقة بين المستأجر والمؤجر لضمان العدالة، وأطلقت منصة للاستفادة من الأراضي التي حولت المساحات الخالية إلى فرص حيوية.

ومع كل إصلاح تشريعي، تواصل الرياض خطواتها نحو المستقبل، لتؤكد أن العقار ليس مجرد أصول بل محرك اقتصادي رئيسي لنمو المدينة. وتجسيداً لمظاهر النهضة، يشمل ذلك مشاريع كبرى تعيد تشكيل وجه العاصمة وتجعلها من بين أبرز المدن العالمية، مثل مشروع القدية، الذي سيصبح عاصمة الترفيه والرياضة والثقافة، وبوابة الدرعية، حيث يلتقي التاريخ بالحداثة في رؤية حضارية متكاملة.

بالإضافة إلى المسار الرياضي الذي يُعرف كالأطول من نوعه عالمياً، و”الرياض آرت” الذي يحول المدينة إلى متحف مفتوح يعكس إبداع الإنسانية، ومطار الملك سلمان الدولي كحلقة وصل رئيسية تربط بين الشرق والغرب، مما يمكن الرياض من الارتقاء إلى قلب الاقتصاد العالمي.

هذه المشاريع ليست مجرد مبانٍ بل تمثل لغة جديدة للحياة الحضرية، حيث تتداخل الترفيه والثقافة والطبيعة والفرص الاقتصادية في تشكيل مدينة فريدة. اليوم، تُنشد الرياض قصيدة الرؤية، حيث توازن بين الأحلام والواقع، مما يجعلها ليست فقط قلب المملكة النابض، بل نموذجاً للتنمية العالمية وملحمة القرن الحادي والعشرين.

إذا كانت الرياض قد استهلت المسيرة وأصبحت تجسيداً للرؤية، فإن الدور القادم يستند إلى جميع مدن الوطن، التي تستعد لإضاءة المشهد مجدداً، بدءاً من المدن المستضيفة لكأس العالم، وصولاً إلى كل مدينة تحتضن إرثاً ثقافياً، ومقومات اقتصادية، وفرصاً عمرانية تصوغ غداً أفضل. هكذا تتحول مدن المملكة إلى تناغم تنموي يجمع بين الماضي والحاضر، على إيقاع رؤية 2030، لتكون الصورة الوطنية لوحة متكاملة، يساهم فيها كل حجر وكل شارع وكل مشروع في تأليف قصيدة عظيمة تُكتب باسم الوطن وتُهدى للعالم.