سعيد الشحات يروي: 2 أكتوبر 1973 – انطلاق حرب أكتوبر ووصول مقاتلين فلسطينيين إلى القاهرة بدعوة من السادات

الحرب ضد إسرائيل

قبل اندلاعها، كانت الحرب ضد إسرائيل قريبة، وكانت التجهيزات على الجبهتين المصرية والسورية تجري بسرية تامة بتاريخ 2 أكتوبر 1973. كان قرار الحرب في هذا اليوم قد أصبح حقيقة، رغم قوة الآراء المختلفة، إذ اعتبرت القوات البحرية المتمثلة في المدمرات والغواصات، التي تم إعدادها لتنفذ مهام محددة، محورية لتحصين باب المندب ومراقبة الموانئ الإسرائيلية. الأمر الذي جعلها في حالة صمت تام، مما حرم القيادة من إمكانية التواصل معها حتى الانتهاء من المهام المحددة.

العملية العسكرية

وفي مذكراته، أكد الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان الجيش المصري، أنه لم يكن من الممكن إيقاف الحرب أو تأجيلها، حيث بدأ بعض الوحدات العسكرية تنفيذ مهامها سلفاً قبل التاريخ المحدد. في تلك الأثناء، كانت غواصات مصرية قد أُرسلت لتنفيذ العملية بنجاح، وأكد الشاذلي أنه لا سبيل لإجراء أي تعديلات على توقيتاتها. كان التواصل مع القيادات العسكرية متعذراً إلا بعد بدء العمليات الفعلية.

في نفس اليوم، استقبل الرئيس السادات عددًا من ضباط المقاومة الفلسطينية، حيث تم دعوهم للاجتماع لمناقشة استراتيجيات المعركة القادمة. أوضح السادات أن الوضع يتطلب تنشيط الجبهة في قناة السويس، مفيداً لهم أن تلك المرحلة ستكون بمثابة استئناف لحرب الاستنزاف، مع مغزى دعم المقاومة الفلسطينية من خلال عمليات فدائية محتملة في سيناء. ومع ذلك، فإن القيادات الفلسطينية لم تكن على علم بخطة الحرب المخطط لها والتي ستبدأ في 6 أكتوبر، بينما كان الفريق أول أحمد إسماعيل في دمشق لتحديد ساعة الصفر، وهي المسألة التي أثارت جدلاً كبيراً بين الجانبين.

طلب الجيش السوري بدء الهجوم مع أول ضوء النهار، بينما فضل الجيش المصري الانتظار حتى وقت متأخر لاستغلال الظلام. وانتهت المناقشات في دمشق بحسم موعد غير متوقع ليكون في يوم عيد الغفران الإسرائيلي، في وقت الظهيرة وأثناء الصيام.

رغم محاولات الحفاظ على سرية العملية، حدث خطأ غير متوقع في يوم 2 أكتوبر حيث تم تسريب خبر عن رفع حالة التأهب في الجيشين الثاني والثالث، مما تسبب في حالة من الارتباك. ورغم أن نشر هذا الخبر كان مفترضاً أن يتم بطريقة سرية، إلا أنه اُرسل بشكل خاطئ إلى العديد من الوكالات، مما أدى إلى ضجة واسعة، لكن في النهاية لم يؤدي هذا الخطأ إلى أية عواقب سلبية.