رحلة تاريخية: الكشف عن موعد نقل قناع توت عنخ آمون إلى المتحف المصري الكبير

قناع الملك توت عنخ آمون: رحلة تاريخية جديدة

كتب محمد شاكر: تستعد القاهرة لاستقبال حدث تاريخي يسترعي انتباه العالم بأسره، حيث سيغادر قناع الملك توت عنخ آمون المتحف المصري بميدان التحرير، بعد مرور أكثر من مائة عام منذ وجوده في هذا الموقع. هذه الخطوة تمثل بداية رحلة جديدة للقناع نحو متحفه الدائم في المتحف المصري الكبير، حيث سيترافق العلم مع التراث في عملية نقل مكثفة.

حفل نقل الملك الذهبي

تتجه الأنظار الآن نحو المتحف المصري بالتحرير، مع اقتراب موعد تنفيذ هذه المهمة المهمة، حيث أعلنت وزارة السياحة والآثار عن إغلاق القاعة المخصصة لمقتنيات توت عنخ آمون اعتباراً من 20 أكتوبر، وذلك تمهيداً لبدء عمليات التغليف والتأمين. ومن المتوقع أن يتم النقل الفعلي للقناع والقطع المرتبطة به يوم الجمعة 24 أكتوبر. وقد أكدت الهيئة العليا للآثار تجهيز صناديق التغليف المتطورة التي تحمي هذه الكنوز الثمينة، تحت إشراف فريق من المرممين المصريين الذين أجروا أعمال صيانة دقيقة وتغليف مسبق لتلك القطع القيمة.

سيتم تأمين عملية النقل وفق أعلى المعايير العالمية، حيث تتعاون وزارة الداخلية مع العديد من الجهات السيادية لضمان سلامة الرحلة. في المتحف المصري الكبير، تم إعداد القاعتين المخصصتين لعرض المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، بالتعاون مع استشاريين دوليين، بهدف خلق تجربة عرض تعكس عظمة هذه الآثار.

كما وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بأن يكون حفل الافتتاح مظهراً يعكس مكانة مصر الحضارية، مع فعاليات ثقافية وتراثية تمتد عبر عدة محافظات. تمثل هذه الرحلة أكثر من مجرد نقل قطعة أثرية، بل هي بداية عصر جديد يتيح عرض كنوز أحد أشهر ملوك التاريخ، حيث سيلتقي الماضي العريق بمستقبل واعد في موقع دائم يستحق إرث مصر الخالد.

يطالب عدد من الأثريين بتنظيم احتفالية ضخمة تحتفي بالملك توت عنخ آمون خلال نقل قناعه، مثل الاحتفالات الكبيرة التي شهدها النقل السابق لتمثال رمسيس الثاني. قناع الملك توت، المصنوع من الذهب الخالص ويبلغ ارتفاعه 54 سم، يحتوي على أكثر من 11 كجم من الذهب، ومكون من مرحلتين تم تجميعهما بعناية. القناع مزين أيضاً بعدد من الأحجار الكريمة، وكان يرتدي القناع النمس، وهو غطاء الرأس الشهير لدى المصري القديم.

يتضمن القناع ذقنًا ليست للملك توت وإنما تعود لعبادة دينية، وهي مزينة بالفيانيس، وعلى مر الزمن بهتت ألوان هذه الزينة وتحولت إلى اللون الرمادي. هذه المعطيات تجعل من القناع أحد أهم رموز الحضارة المصرية القديمة، وتدفع الجميع إلى انتظار هذه اللحظة التاريخية بفارغ الصبر.