استعدادات أمريكية متزايدة: حشود عسكرية تُنذر بـ ‘الحرب الكبرى’ في الشرق الأوسط وتصل أصداؤها إلى العراق

التصعيد في الشرق الأوسط

تشهد المنطقة حالياً تغيرات متسارعة تحمل في طياتها إشارات واضحة لبدء مرحلة جديدة من التصعيد. فقد قامت الولايات المتحدة بنقل العشرات من طائرات الإرضاع الجوي إلى قواعدها في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أكثر من 24 مقاتلة من طرازات متطورة، فضلاً عن مشاركة حاملات الطائرات في هذه التعزيزات العسكرية، مما يشير إلى رفع مستوى الجاهزية لمواجهة أي تصعيد محتمل. في المقابل، أعلن الحوثيون إنهاء الهدنة مع الولايات المتحدة واستئناف استهداف السفن في البحر الأحمر، كما أكد حزب الله على رفضه نزع سلاحه واستعداده للمواجهة. من جهة أخرى، زادت تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية من القلق بعد كشفها عن ارتفاع مخزون اليورانيوم المخصب في إيران، بما يكفي لإنتاج أكثر من عشر قنابل نووية، وسط أنباء عن صفقات تسليح مع روسيا.

التوترات الإقليمية

تواصلت التطورات المقلقة في المنطقة، حيث رصدت التقارير الدفاعية تحرك لأكثر من 24 طائرة مقاتلة أمريكية نحو المنطقة، بما في ذلك طائرات حديثة مثل F-22 وF-35. تعكس هذه التحركات قراراً استراتيجياً أمريكياً بتحويل الشرق الأوسط إلى محور اهتمام أكثر إلحاحاً. من جهة أخرى، أدت العودة إلى التصعيد البحري من قبل الحوثيين إلى مناسبات خطرة، حيث استهدفوا السفينة الهولندية “Minervagracht” بصاروخ كروز، مما يعكس رغبة الحوثيين في توسيع نطاق المواجهة وزيادة الضغوط الاقتصادية على الولايات المتحدة.

في لبنان، يجدد حزب الله مواقفه الرافضة لنزع سلاحه خلال فترة يتحدث فيها بعض الأوساط الحكومية عن دمج سلاح الحزب ضمن مؤسسات الدولة. هذا التباين يعكس هشاشة الوضع الداخلي ويهيئ الساحة لتطورات متزايدة إذا استمر الضغط الإقليمي والدولي. أما في العراق، فقد أثارت تغريدة لأحد قيادات الحشد الشعبي جدلاً بشأن تعليمات قد صدرت من إيران للتحرك ضد إسرائيل، مما عزز المخاوف من وجود ضغط إيراني على الفصائل المدعومة من طهران.

وفي السياق الإيراني، تواصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية إبلاغ المجتمع الدولي عن زيادة في مخزون اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، مما يضع المنطقة أمام شبح خاص بالتسلح النووي. وفي ظل الصفحات الجديدة التي تحملها طهران في مجال التسليح، تشهد العلاقات الإيرانية الروسية مزيداً من التعاون في مجالات عسكرية متطورة. على الجانب الإسرائيلي، تواصل الحكومة الإسرائيلية اتخاذ خطوات ضمن إطار خطة ترامب، رغم الإشارات الواردة من تل أبيب بضرورة التركيز على إيران وحلفائها.

بوجه عام، تشكل الساعات القادمة اختباراً مهماً لمعادلة الردع في الشرق الأوسط، حيث تقوم الولايات المتحدة بتعزيز وجودها العسكري، بينما يتواصل الحوثيون مع تصعيدهم في البحر، ويتحصن حزب الله بمواقفه، وتقترب إيران من تحقيق أهدافها النووية. يبقى العراق في نقطة تقاطع حرجة قد تفتح الباب لمواجهة محتملة ما لم يتم معالجة الأوضاع المتوترة بشكل فوري.