السودان يُعلن عن شراكات استثمارية بقيمة 100 مليار دولار مع السعودية

المشاريع الاقتصادية الجديدة في السودان

أعلن رئيس الوزراء السوداني، الدكتور كامل إدريس، عن إطلاق مجموعة من المشاريع والشراكات الاقتصادية والسياسية التي تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار. جاء هذا الإعلان خلال مؤتمر صحفي في مدينة بورتسودان بعد عودته من نيويورك حيث شارك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

الاستثمارات والشراكات الاستراتيجية

أوضح إدريس أنه قدم 100 مشروع استثماري للمملكة العربية السعودية تركز على استغلال ثروات البحر الأحمر، معبرًا عن تقديره لزيارته التي وصفها بأنها “من أعظم الزيارات”، ومؤكدًا إمكانية جعل التعاون بين البلدين “يجعلهما أغنى دولتين في العالم”. ورغم أن وعكة صحية حالت دون لقائه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إلا أنه تم التفاهم على تنظيم زيارة جديدة لاستكمال المشاورات.

تحدث إدريس أيضًا عن ملف سد النهضة، مؤكدًا أن السودان سيجري مراجعات فنية وتنسيقية مع مصر وإثيوبيا بهدف تجنب الكوارث المرتبطة بالفيضانات وضمان حماية المصالح الوطنية، مشددًا على التحلي بالشفافية عند تقديم النتائج للرأي العام.

وكشف إدريس أيضًا عن مناقشات مع الأمين العام للأمم المتحدة ومسؤولين دوليين حول تصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية، موضحًا ضرورة فك الحصار عن مدينة الفاشر، التي تعاني من نقص المواد الأساسية منذ أبريل 2024. وأكد أن الجيش السوداني أجرى عمليات إسقاط جوي للإمدادات محذرًا من عواقب تعارض أي جهة لهذه العمليات.

وردًا على تقارير دولية تتحدث عن مجاعة في السودان، أكد إدريس أنه لا يمكن وصف الوضع بالمجاعة، مبينًا أن هناك بعض المناطق المحاصرة مثل الفاشر، لكنه أكد أن السودان تجاوز مرحلة الحديث عن المجاعة نهائيًا.

كما أكد رئيس الوزراء على أهمية “تمكين الشباب”، بموجب برامج إسكانية وإنتاجية تهدف إلى تحويل طاقاتهم إلى قوة تنموية فعالة. في الشأن الإقليمي، أشار إدريس إلى تفاهمات مع الاتحاد الإفريقي حول عودة السودان إلى عضويته، مشددًا على أن الخرطوم هي من الدول المؤسسة للمنظمة.

أكد إدريس أن خارطة الطريق التي قدمتها حكومته للأمم المتحدة تمثل أساسًا لأي عملية تفاوضية، وتشمل وقف إطلاق النار، انسحاب قوات الدعم السريع، عودة النازحين، واستعادة الخدمات الأساسية. وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية، رفض إدريس العقوبات الأميركية المفروضة على السودان، معتبرًا إياها “ظالمة وغير معقولة”، وأكد استمرار الحوار مع واشنطن للحصول على تخفيف العقوبات.

وفي ختام المؤتمر، أكد إدريس أن السلام والتنمية مرتبطان ارتباطًا وثيقًا، داعيًا المجتمع الدولي لدعم استقرار السودان ومكافحة تدفق الأسلحة إلى المليشيات.