قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن السعودية أبرمت اتفاقية دفاع مشترك مع باكستان، بموجبها سيُعتبر أي هجوم خارجي يستهدف السعودية بمثابة تهديد موجه ضد باكستان. وأضاف البرديسي أن القوة النووية التي تمتلكها باكستان، والتي تُقدر بحوالي 170 رأسًا نوويًا، ستكون في متناول القيادة السعودية إذا تعرضت السعودية لهجوم. وشدد على أن هذه التحركات جاءت بعد الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر.
وأشار البرديسي في تصريح خاص إلى أن دول المنطقة تتحرك بشكل منفرد لمواجهة التهديدات الحالية، وأن هذه الديناميكية بدأت عندما رفضت الدول العربية اقتراح الرئيس عبد الفتاح السيسي بتأسيس آلية عربية إسلامية موحدة. كما لفت إلى أن مصر بدأت تنفيذ مناورات بحرية مشتركة مع تركيا، في إطار سعي الدول العربية لضمان أمنها بعيدًا عن الاعتماد على القوة الأمريكية التي تحاول التوسع من خلال وجود قواعد عسكرية في البلاد العربية.
وأكد البرديسي أن السعودية لم تعد تعتمد على الحماية الأمريكية، حيث تعرضت منشآتها النفطية لهجمات من جماعة الحوثيين دون أن توفر أمريكا الحماية اللازمة. كما أن قطر، رغم احتضانها قاعدة العديد الأمريكية، لم تكن محمية من الضغوطات الإسرائيلية. هذا الوضع أدى إلى فقدان الثقة في جدوى الحماية الأمريكية، مما دفع جميع الدول في المنطقة للبحث عن تحالفات جديدة، مشيرًا إلى أن هذا لا يعد عداءً لأمريكا وإنما هو تعبير عن عدم الثقة في التحالف العسكري معها.
استشراف مصر للمستقبل
أوضح البرديسي أن الخطر الإسرائيلي يعد الأخطر في المنطقة حاليًا، وهو ما يدفع السعودية نحو تحسين علاقاتها مع الدول العربية والإسلامية، بما في ذلك اليمن. وأكد على أن السياسة تتغير باستمرار. وأشار إلى أن مصر كانت لديها رؤية استباقية مبكرة تجاه التطورات في المنطقة، موضحًا أن الرئيس السيسي عند دعوته لإنشاء قوة عربية إسلامية مشتركة في عام 2015 كان يستشرف المستقبل ويعي التحديات.
كما شدد على أن مصر، رغم قوتها العسكرية في المنطقة، لا تزال متمسكة بخيار السلام العادل لتحقيق الاستقرار. من هنا، تبرز الحاجة إلى تعزيز الروابط بين الدول العربية والإسلامية لمواجهة التحديات المشتركة وبناء مستقبل أفضل يسهم في تحقيق الأمن الجماعي.

تعليقات