الإصلاحات الاقتصادية في اليمن: جهود رئيس الوزراء لمكافحة الفساد
استبشر اليمنيون، سواء في الداخل أو الخارج، بأمل كبير بعدما تمكن رئيس الوزراء سالم بن بريك، بمساندة المخلصين من الرجال، من وقف تدهور العملة الوطنية وتحسين أسعار المواد الغذائية لتصبح في متناول الجميع. إلا أن الأوضاع تدهورت مجددًا بعدما تم الكشف عن عمليات نهب طالت ملايين الدولارات من خزينة الدولة، لتذهب دون وجه حق إلى فاسدين يعيشون في الخارج تحت مسمى “بدل إعاشة”.
مواجهة الفساد وإصلاح الاقتصاد اليمني
قام رئيس الوزراء بزيارة للسعودية في خطوة تعد هامة للتغلب على المعوقات التي تعرقل الإصلاحات الاقتصادية، حيث تعد السعودية من أكبر الداعمين لهذه التحركات. وأكد السفير السعودي في اليمن، محمد آل جابر، دعم بلاده للإصلاحات، مشيرًا إلى تقديم دعم مالي سخي يعدى المليار ريال بهدف تحسين الوضع الاقتصادي وتخفيف معاناة الشعب اليمني وتلبية احتياجات الحياة الأساسية.
كان بإمكان بن بريك اتخاذ موقف متخاذل وتجنب التصادم مع الفاسدين، ولكنه اختار الوطن وقرر محاربة كل أشكال الفساد، مشعلًا بذلك حربًا ضد هؤلاء اللصوص الذين سيعملون جاهدين على عرقلة جهوده، لأن ما يفعله يعارض مصالحهم الخاصة ويوقف سرقاتهم. على الرغم من ذلك، فإن الله هو النصير الذي يقف مع الصادقين ويعاقب المفسدين.
تعد زيارة رئيس الوزراء إلى السعودية فرصة لوضع النقاط على الحروف وكشف الأسماء المتورطة في الفساد، خاصة وأن السرقات لا تزال مستمرة، والكثير من المؤسسات ترفض توريد الأموال إلى البنك المركزي، مما يتطلب إزالة العقبات لاستكمال الإصلاحات. وقد أثار الإعلامي سيف الحاضري، رئيس تحرير “أخبار اليوم” الصادرة من مأرب، جدلاً واسعًا بانتقاده لأسلوب بن بريك في معالجة الفساد، حيث اعتبر أن استمراره في هذا النهج يمثل خيانة وطنية، مقترحًا استقالته.
أتفهم دافع الحاضري ورغبته في مكافحة الفساد، ولكن مقترحه قد يُحوّل المسار لصالح الفاسدين. إذا استقال بن بريك، ستصل رسالة سلبية مفادها أن كل من يحاول محاربة الفساد سيواجه العواقب. ينطلق الإصلاح من مكان يحتاج إلى جهد ووقت، وليس بقرار آنِي. إن ما يقوم به بن بريك يحتاج إلى دعم حقيقي من جميع الأطراف المعنية.
لقد بدأ بن بريك بداية صحيحة في الحرب على الفساد، ونتائج هذه الخطوات ستظهر مع استمرارية الجهود والمثابرة. يجب على المجتمَع، من صحفيين وناشطين، أن يساهم في فضح الفاسدين وتقديم الأدلة التي تدينهم، لأن هذا يساند توجهات رئيس الوزراء. إن دعم المسؤولين الشجعان ضروري لتفكيك حلقات الفساد التي تستنزف موارد البلاد وتضر بمصالح الشعب اليمني. فمن لا يرغب في العيش بكرامة عليه أن يضع يده في يد كل من يسعى للإصلاح، فالله مع الصابرين.

تعليقات