طالبان تغلق الإنترنت في أفغانستان: تداعيات اقتصادية وصراع ضد ‘الرذيلة’

انقطاع الإنترنت في أفغانستان

تعيش أفغانستان حالة من العزلة الرقمية غير المسبوقة لليوم الثاني على التوالي، بعد قيام سلطات طالبان بقطع شبكة الألياف البصرية وتعطيل خدمات الاتصالات والإنترنت في جميع أنحاء البلاد. هذه الإجراءات أدت إلى حدوث شلل شبه كامل في الأسواق والخدمات البنكية والجمركية.

الإجراءات المخالفة للاتصالات

أفادت منظمة «نتبلوكس»، المتخصصة في رصد الشبكات، بأن مستوى الاتصال الوطني انخفض إلى أقل من 1٪، مما يعد أول انقطاع شامل منذ عودة طالبان إلى السلطة في عام 2021. وقد بررت الحركة هذه الخطوة بأنها جزء من جهودها لما تصفه بمكافحة «الرذيلة». ومع ذلك، تتوالى التحذيرات المحلية والدولية من التداعيات الاقتصادية والإنسانية العميقة لهذا الانقطاع، والذي قد يؤدي إلى تفاقم عزلة البلاد ويعقد من عملية وصول المساعدات إلى السكان المحتاجين.

تأثرت حياة المواطنين بشكل حاد بسبب هذه الإجراءات، حيث باتت الأسواق تفتقر إلى النشاط والحيوية، كما تضررت حركة المعاملات المالية بشكل كبير. في الوقت الذي تزداد فيه الحاجة إلى دعم المساعدات الدولية، يصعب الوصول إلى المحتاجين بسبب العزلة التي تفرضها هذه القيود. الأوضاع الإنسانية في أفغانستان تُشير إلى مخاطر حقيقية تهدد الأمن الغذائي والصحة العامة للمواطنين مما يضعهم في مواجهة مع تحديات الحياة اليومية التي تتعقد بشكل متزايد.

إن تأثير هذه الإجراءات يتجاوز الجانب التكنولوجي إلى مجالات متعددة من الحياة الاجتماعية والاقتصادية، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل الاتصالات في ظل إدارة طالبان. يتعين على المجتمع الدولي مراقبة الأوضاع عن كثب وتقييم كيفية دعم الشعب الأفغاني في ظل تحدياته المتزايدة. فالعزلة الرقمية ليست مجرد ضربة للبنية التحتية، بل هي أيضًا عائق أمام التنمية والتواصل الذي هو في أمس الحاجة إليه في هذه الأوقات العصيبة.