العراق يفقد نصف أراضيه الزراعية نتيجة التغير المناخي

المخاطر البيئية وتأثيرها على الزراعة في العراق

حذر وزير الزراعة العراقي، عباس جبر المالكي، من المخاطر الجسيمة التي تواجه الأراضي الزراعية نتيجة للتغير المناخي وشح المياه. فقد أوضح أن هناك احتمالًا كبيرًا لفقدان أكثر من 50٪ من الأراضي الزراعية سنويًا إذا استمرت الظروف البيئية الحالية. وأكد المالكي أن الحكومة تعمل على دعم الزراعة الذكية، وذلك من خلال استخدام بذور مقاومة للحرارة والجفاف، فضلاً عن التوسع في تقنيات الري الحديثة بهدف تعزيز الإنتاجية الزراعية وتقليل الفاقد.

التحديات المائية وأثرها على الأمن الغذائي

في هذا الإطار، عقدت وزارة الموارد المائية اجتماعًا عاجلًا لمناقشة أزمة الجفاف غير المسبوقة التي تعاني منها البلاد. ويعود جزء كبير من هذا التراجع في الواردات المائية إلى السياسات التي تتبعها دول المنبع، لاسيما تركيا، والتي تؤثر سلبًا على نهري دجلة والفرات. هذا الوضع يتطلب وضع خطط عاجلة تضمن تحقيق الأمن المائي والزراعي، حيث يسعى المسؤولون إلى تقليل التأثيرات المترتبة على هذه الأزمات.

تواجه الزراعة في العراق تحديات كبيرة بسبب التغيرات المناخية والمشاكل المرتبطة بإدارة المياه. إن استخدام تقنيات زراعية مبتكرة، مثل الزراعة الذكية والري الحديث، يعد جزءًا أساسيًا من الاستراتيجيات التي يجب أن تتبناها الحكومة لمواجهة هذه التحديات. بالإضافة إلى ذلك، لابد من التنسيق والتعاون مع الدول المجاورة لضمان حقوق العراق في المياه وحماية الأراضي الزراعية.

إن التوجه نحو الزراعة المستدامة يتطلب من الحكومة العمل على تطوير سياساتها الزراعية وتأهيل الكوادر الزراعية لمواجهة التحديات المستقبلية. وزيادة الوعي بين المزارعين حول طرق الزراعة المقاومة للتغير المناخي ستسهم في تحسين الظروف الزراعية. وفي الوقت نفسه، ينبغي تعزيز الجهود الدولية والإقليمية للحفاظ على الموارد المائية وضمان الاستخدام الأمثل لها.

إذا لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة للاستجابة لهذه التحديات، فإن العراق سيواجه أزمة غذائية قد تكون لها تداعيات خطيرة على الشعب والاقتصاد. لذا، يجب أن تكون الجهود متكاملة بين وزارات الزراعة والموارد المائية والمجتمع المدني لتحقيق التنمية المستدامة وضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة.