أوروبا تؤكد: بوتين لا يبحث عن السلام، والصين الوحيدة القادرة على إنهاء الحرب الأوكرانية

التوترات الدولية وتأثيرها على أوكرانيا

في ظل تصاعد التوترات المرتبطة بالحرب في أوكرانيا والتطورات السياسية في أوروبا، شدد وزراء الخارجية والدفاع الأوروبيون على ضرورة تعزيز الدعم لأوكرانيا في مواجهة التحديات التي تفرضها روسيا، التي يعتقدون أنها تعاني من فشل عسكري وسياسي واقتصادي.

الاستجابة الأوروبية للأزمة

في الوقت الذي يرى فيه بعض قادة أوروبا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يسعى لتحقيق السلام، داعين إلى منح أوكرانيا المزيد من القوة العسكرية، أشار آخرون إلى احتمال أن تلعب الصين دوراً حاسماً في فرض وقف إطلاق النار بسبب نفوذها الاقتصادي على موسكو. وأكد وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي أن الصين هي الدولة الوحيدة التي بإمكانها الضغط على روسيا لفرض وقف إطلاق النار، مستشهداً بتجربة تدخل روسيا في كازاخستان خلال عام 2022، عندما اضطرت موسكو للانسحاب بعد تهديدات صينية.

كما أضاف أن روسيا أصبحت تعتمد بشكل كبير على الصين، مما يمنح بكين نفوذاً قوياً في العلاقات الدولية. ومن جهة أخرى، أكد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس أن بوتين لا يسعى إلى السلام، مشدداً على أن الحديث عن أي صفقات سلام حالياً يعد مجرد “تفكير وهمي” في ظل الفشل الدبلوماسي. ودعا إلى ضرورة تركيز الجهود على تمكين أوكرانيا وتعزيز دفاعاتها، معتبراً أن قوة أوكرانيا هي السبيل نحو الوصول إلى مفاوضات جدية تسفر عن سلام دائم.

من جانبه، أكد وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيها أن روسيا لم تحقق أي أهداف استراتيجية لمدة أربع سنوات من الحرب، مشدداً على أهمية إرسال إشارات قوية تطمئن الجميع بأن روسيا لن تنجح. وأشار إلى ضرورة الدعم الأمريكي كضمان لأمن أوروبا، معرباً عن أمله في أن يسهم انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي في تحقيق ضمانات أمنية إضافية. ورفض سيبيها اقتراح بوتين بشأن محادثات السلام في موسكو، معتبرًا إياه غير جاد، ولكنه أشاد بالمحادثات الأخيرة بين بايدن وزيلينسكي.

وفي سياق متصل، سلط وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو الضوء على أن روسيا تواجه فشلاً عسكرياً واقتصادياً، مشيراً إلى أنه يوجد تغيير في الروح الأوروبية بعد إدراكهم لهذا الفشل. وأشاد بالاستجابة الأوروبية الموحدة تجاه انتهاكات الطائرات المسيرة الروسية، مما يعكس التضامن والتكاتف الأوروبي في مواجهة التحديات.