تحتفل السفارة الألمانية في القاهرة اليوم بعيدها الوطني، الذي يُحتفى به في الثالث من أكتوبر من كل عام، احتفالًا بعملية توحيد جمهورية ألمانيا الديمقراطية مع جمهورية ألمانيا الاتحادية في عام 1990. وقد مضى 35 عامًا على هذا التوحيد الرسمي، الذي تم بعد أن كانت ألمانيا مقسمة إلى شرق وغرب إثر انتهاء الحرب العالمية الثانية. وعلى الرغم من ذلك، تظل التحديات قائمة أمام ألمانيا، التي تلعب دورًا مهمًا على الساحة الدولية والإقليمية.
العلاقات المصرية – الألمانية بعد 35 عامًا من التوحيد
تنعكس العلاقات المصرية الألمانية في مجالات متعددة تشمل السياسة والاقتصاد والسياحة والتعليم. على مر السنوات، كانت الاتصالات بين البلدين تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية والعمل على برامج التعاون في مختلف القطاعات، وبالأخص في مجالات النقل والصناعة والطاقة، إلى جانب السعي لزيادة الاستثمارات الألمانية في مصر وتعزيز التعاون الاقتصادي بين الطرفين.
التعاون الثنائي وتطورات جديدة
أشار السفير الألماني بالقاهرة، يورغن شولتس، إلى الزيارات المهمة والاتصالات التي تمت بين الجانبين، بما في ذلك زيارة رئيس ألمانيا إلى مصر، والتفاعل المستمر مع مسؤولي ولايتي بافاريا وساكسونيا. كما أعلن عن نية ألمانيا لاستيراد الهيدروجين الأخضر من مصر خلال عامين في إطار برنامج تبادل الديون، مما يعكس اهتمام ألمانيا المتزايد بمشروعات الطاقة الخضراء.
وأوضح شولتس أن التعاون بين مصر وألمانيا يشهد نشاطًا مكثفًا، لا سيما فيما يتعلق ببرنامج مبادلة الديون بقيمة 340 مليون يورو، مع التركيز على دعم مشروعات التحول الأخضر. وقد تم توقيع اتفاق بقيمة 54 مليون يورو لدعم استثمارات في شبكة نقل الكهرباء ومشروعات طاقة الرياح، والتي من المتوقع أن تخدم حوالى مليوني مواطن. كما تم تخصيص 100 مليون يورو لمشروعات تنموية أخرى في إطار هذا البرنامج.
التبادل التجاري بين مصر وألمانيا بلغ 5 مليارات يورو، حيث أبدت العديد من الشركات الألمانية رغبتها في الاستثمار في السوق المصرية. وخلال العام الماضي، أجرى السفير شولتس لقاءات مع عدد من الشركات الألمانية لاستعراض فرص الاستثمار والتعرف على الإمكانيات المتاحة. ومن بين هذه الاستثمارات، يعد افتتاح مصنع شركة “بوش” للأجهزة الكهربائية من أبرز المشاريع الألمانية في مصر حديثًا.
أشارت الأحداث السياسية الأخيرة إلى التحسن المتواصل في السوق المصري، حيث نستعد لدعم الإصلاحات الاقتصادية ونتوسع في التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، ومن ضمنها مشروع مزارع الرياح الذي يوفر الكهرباء لنحو مليوني منزل.
وفيما يتعلق بالوضع في قطاع غزة، أثنى السفير الألماني على دور مصر في الجهود الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية. بينما أشار إلى أن الموقف الألماني بشأن القضية الفلسطينية يدعو إلى حل الدولتين، مع تأكيد ألمانيا دعمها للشعب الفلسطيني وتقديم مساعدات إنسانية تقدر بـ300 مليون يورو.
وفي ختام حديثه، أكد شولتس أن العلاقات الألمانية مع إسرائيل معقدة، لكن ألمانيا تسعى لاستخدام هذه العلاقات للضغط نحو حل عادل. كما أكد رفض بلاده تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشدداً على ضرورة احترام حقوقهم التاريخية.

تعليقات