تاريخ الحج والحرمين الشريفين
استعرض المشرف العام على تاريخ الحج والحرمين الدكتور فهد الوهبي، أهداف المتحف الدائم لتاريخ الحج والحرمين الشريفين، مُشيراً إلى أنها تتمثل في إنشاء مرجعية معرفية شاملة تسجل تاريخ الحرمين الشريفين ومناسك الحج والعمرة على مر العصور. كما يهدف المشروع إلى توثيق التحولات الكبرى في خدماتهما، انطلاقاً من الحرص الوطني على تعزيز المحتوى الإسلامي وتوثيق الذاكرة التاريخية. بدأ المشروع كفكرة لموسوعة علمية تحت اسم «موسوعة الحج والحرمين الشريفين»، ثم تطور ليصبح مبادرة وطنية رائدة تُعرف باسم «مشروع تاريخ الحج والحرمين الشريفين»، بإشراف دارة الملك عبدالعزيز، بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة، ممثلة ببرنامج خدمة ضيوف الرحمن.
مشروع توثيق تاريخ الحج والعمرة
يعتبر مشروع «تاريخ الحج والحرمين الشريفين» مبادرة وطنية ومعرفية متقدمة في المملكة، تهدف إلى إنشاء مرجعية علمية وتاريخية شاملة توثق وتتابع تاريخ الحج والعمرة والحرمين الشريفين منذ العصور القديمة وصولاً إلى الفترة الحالية. ومن أبرز الأهداف الرئيسية للمشروع جمع وتوثيق كل ما يتعلق بتاريخ مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة، وذلك من خلال مصدر موسوعي موحد، مع تسليط الضوء على التطورات الحضارية والتحولات الكبرى التي شهدتها خدمة الحرمين الشريفين والحجاج والمعتمرين عبر الزمن، خاصة في العهد السعودي.
كما يسعى المشروع إلى تعزيز المحتوى الإسلامي من خلال تقديم هذا التاريخ العظيم بوسائل علمية ومنهجية حديثة، مما يسهم في رفع مستوى نسبة الوعي الثقافي والتوثيقي للملكة. ويتجاوز المشروع فكرة التأليف ليشمل تنظيم ملتقيات ومعارض وحسابات رقمية متخصصة.
يتضمن المشروع أيضاً العديد من المبادرات والمخرجات الرئيسة التي تخدم أهدافه في تحقيق دراسة علمية شاملة، وهو عمل مرجعي ضخم يُمد بدراسات وأبحاث من خلال استكتاب الباحثين وفق معايير علمية دقيقة. ويشمل نطاق المشروع الجغرافي كلا من (مكة والمدينة) والمراكز العمرانية القريبة منهما، بالإضافة إلى الطرق والمسالك القديمة للحج.
فيما يتعلق بالملتقيات والمعارض، يتم إقامة ملتقيات علمية متخصصة، كمثل «ملتقى تاريخ الحج والحرمين الشريفين»، الذي يعد منصة لتبادل المعرفة بين الباحثين من مختلف الدول. كما يُعد الإعداد لإطلاق معرض دائم يختص بتاريخ الحج والحرمين الشريفين، إلى جانب إعداد أطلس تاريخي مصور لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة يوثق تطور الأماكن المقدسة عبر العقود، ويُظهر صور الفنانين المسلمين والغربيين، بالإضافة إلى الصور الفوتوغرافية الأولى. وقد أُطلقت أيضاً منصات رقمية كجزء من التوثيق الرقمي والمعرفي للمشروع، ما يمكّن جمهوراً واسعاً من الاطلاع على المعلومات التاريخية الموثقة.
تعليقات