سهم أم القرى يحقق مكاسب تقترب من 60% منذ الإدراج بفضل الإصلاحات الاقتصادية في السعودية
خرجت “أم القرى للتنمية والإعمار” كأفضل شركة أداءً أدرجت بالشرق الأوسط هذا العام، على الرغم من أن حركة بورصتها لم تتوافق مع الزخم الذي شهدته نظيراتها في المنطقة. انطلق تدفق المستثمرين إلى أسهم “أم القرى” مدفوعاً بخطوات المملكة تجاه تحرير قواعد التملك العقاري، فضلاً عن المساعي الرامية لدعم السياحة الدينية ضمن خطة التحول الاقتصادي. ارتفعت قيمة الشركة، المقرّها مكة المكرمة، بنسبة تقارب 60% منذ إدراجها في مارس، لتصل قيمتها السوقية إلى 9.2 مليارات دولار، وهو ما يمثل تبايناً واضحاً مع متوسط ارتفاع لم يتجاوز 1.7% لأداء أسهم الشركات الأخرى المدرجة في السوق السعودية هذا العام. بالإضافة إلى ذلك، تفوقت “أم القرى” على المؤشر الرئيسي للبورصة السعودية وعلى مؤشرات قطاع العقارات، وكلاهما سجّل تراجعاً منذ بداية العام.
أداء أسهم “أم القرى”
تعد المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية وصندوق الاستثمارات العامة من أكبر المساهمين في “أم القرى”، حيث يمتلكان حصة مشتركة تبلغ 44%. كما أسهم الطرح العام في زيادة ثروة رئيس مجلس الإدارة عبدالله صالح كامل ومجموعة “دلة البركة” التي تتخذ من جدة مقراً لها، إذ تمتلك المجموعة معاً 11.1% من أسهم الشركة، بما يتجاوز قيمتهما الآن مليار دولار. وقد فسر محمد حيدر، رئيس قسم العقارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى “أرقام كابيتال”، هذا الارتفاع بقوله: “نموذج عمل الشركة سهل الفهم، فهي مطور عقاري متنوع يمتلك أصولاً استراتيجية بجوار الكعبة المشرفة.” وأضاف أن الشركة تمتلك الأراضي وتقوم بتطويرها بنفسها، الأمر الذي يقلل من المخاطر.
ارتفاع مؤشرات “أم القرى”
استفاد الطرح العام لشركة “أم القرى” أيضًا من النمو السريع في السياحة الدينية، التي تُعتبر أقل تأثراً بالتباطؤ الاقتصادي. ومن بين التغييرات الحديثة التي تسمح للمسلمين الأجانب بشراء عقارات في مكة والمدينة، كان لها تأثير إضافي في جذب المستثمرين. اسم الشركة “أم القرى” يتيمّن بلقب مدينة مكة، ومشروعها الذي يُعتبر واحدًا من أكبر المشاريع في المدينة يتضمن 50 ألف وحدة فندقية وسكنية بتكلفة تقارب 27 مليار دولار. ووفقاً لحيدر، فإن المدن المقدسة في السعودية تعاني من نقص في الأراضي المعروضة، مما سيؤدي إلى زيادة الطلب من الخارج، واصفًا ذلك بأنه “محفز كبير للمنطقة”. هذا سيساهم في حماية “أم القرى” من تقلبات أسعار النفط أو التحديات الاقتصادية الأوسع.
رغم أن السعودية تتصدر أسواق الشرق الأوسط في نشاط الطروحات، إلا أن التحديات الأخيرة قد أثرت سلباً على أداء الإدراجات. كما أعرب المستثمرون عن قلقهم إزاء انخفاض أسعار النفط وتأثيره المحتمل على الميزانية، مما أدى إلى تداول 3 فقط من بين أكبر 10 طروحات هذا العام فوق سعر الطرح. وقد جاء ذلك بالرغم من الدعم الأخير لأسهم السوق السعودية مع خطط لتخفيف قيود الملكية الأجنبية. يرى سوابنيل بيلاي، مدير أبحاث العقارات في بنك الإمارات دبي الوطني، أن الأداء المتميز المستمر لمؤسسة “أم القرى” قد يصبح محفزًا للشركات الأخرى التي تخطط للطرح العام.
تعليقات