احتمالات نشوب صراع بين إسرائيل وإيران
تناولت صحيفة “إسرائيل اليوم” في تقريرها إمكانية اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين إسرائيل وإيران، مشيرة إلى أن أي حرب قادمة ستكون مختلفًا بشكل ملحوظ من حيث الطابع والاستعدادات بالمقارنة مع الحرب السابقة التي استمرت لمدة 12 يومًا.
الإمكانية التصعيدية
وفقًا للتقرير، يظهر في إسرائيل شعور بانتصار نتيجة الحرب الأخيرة، حيث اعتبرت الصحيفة أن تلك الحرب قد وجهت “ضربة قاسية” لإيران وأثرت بصورة مباشرة على وضعها النووي. ومع ذلك، ترى إيران أنها خرجت من تلك المواجهة بشكل يُعد انتصارًا في حد ذاته، خاصة بعد سرعة تعافي نظامها السياسي وتعيين بدلاء للمسؤولين الذين تمت تصفيتهم خلال الصراع.
يشير التقرير أيضًا إلى أن شعور النصر لدى إيران لا يجب التقليل من شأنه، خصوصًا في ظل التحديات التي تواجهها مع تعثر الاتفاق النووي وازدياد الضغوط الغربية نتيجة فرض العقوبات مجددًا. ووفقًا للصحيفة، فإن طهران أصبحت أكثر جرأة في مواجهة أي تصعيد عسكري قد يحدث، وتقدر قدراتها على تحقيق ما لم تستطع الوصول إليه في الجولة السابقة.
بينما لا تزال القيادة الإيرانية تُفضل الحلول الدبلوماسية لرفع العقوبات، إلا أن مواقف الدول الغربية، التي تعتبرها طهران “شروط إذعان”، تدفعها نحو التفكير في خيارات تصعيد عسكري. يأتي ذلك في ظل التهديدات الإسرائيلية المتكررة بشأن استئناف الهجمات في حال استأنفت إيران تطوير قدراتها النووية.
تُظهر التقارير اليومية ان إيران تبذل جهودًا مكثفة لاستخلاص دروس الماضي، حيث تعمل على تعزيز منظومتها الصاروخية والدفاعية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي مفاجئ. كما أن التصريحات العلنية من كبار المسؤولين الإيرانيين تشير إلى إمكانية توجيه ضربة استباقية إذا شعروا بتهديد وشيك.
تسعى طهران لتعزيز قدرتها الدفاعية من خلال التعاون مع موسكو وبكين، خصوصًا بعد ضعف منظومتها الدفاعية الجوية خلال النزاع السابق. وفيما يتعلق بالحملة الإسرائيلية الأخيرة، نفذت إسرائيل عملية مفاجئة باستخدام تقنيات متقدمة وبدعم كامل من الولايات المتحدة، ما ألحق أضرارًا بالغة بالبنية التحتية الإيرانية. وقدمت واشنطن دعمًا لإسرائيل حتى في الجانب الدفاعي عن طريق تشغيل منظومة “ثاد” الأمريكية، بتكلفة تقارب 800 مليون دولار.
ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن الظروف المحيطة بالجولة المقبلة قد تختلف عن تلك التي شملت الحملة الماضية، إذ أن تغيير أولويات الإدارة الأمريكية وانشغالها بأزمات أخرى، مثل الأزمة الفنزويلية والغزو الروسي لأوكرانيا، يثير تساؤلات حول مستوى الدعم الأمريكي الذي يمكن أن يُقدّم في أي مواجهة جديدة.
يستخلص التقرير أن استعداد إيران بشكل أفضل، بالإضافة إلى الشكوك حول الدعم الأمريكي، ستمثل تحديات أكبر لإسرائيل في أي حرب مستقبلية. كما يشير إلى أنه في غياب خطة واضحة لإنهاء النزاع، قد تستمر الحرب لفترة أطول وتتحول لعملية استنزاف ذات آثار سلبية أكبر على إسرائيل، بالنظر إلى الجغرافيا الإيرانية وتجربتها الطويلة في إدارة الحروب، كما حدث مع الحرب ضد العراق.
ختامًا، تؤكد الصحيفة أنه “إذا كان هناك درس واحد من الحرب الماضية، فهو أن النظام الإيراني أكثر تماسكًا مما يعتقد، ولا يوجد بديل معتدل جاهز لتولي السلطة في حال تم استهداف المرشد الأعلى خامنئي”. التوترات الدبلوماسية، التصريحات المتبادلة، وإمكانية إعادة بناء إيران لقدراتها النووية، جميعها عوامل تسهم في زيادة خطر اندلاع مواجهة جديدة، وهي مواجهة يبدو أن إيران ستكون أكثر استعدادًا لها بالمقارنة مع الحرب السابقة، حتى لو استمرت إسرائيل في الاحتفاظ بتفوقها العسكري، لا سيما في المجال الجوي.
تعليقات