توجهات الصين نحو تايوان وتأثيراتها على السياسة الأمريكية
أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن الرئيس الصيني شي جين بينغ يسعى حالياً لتحقيق هدفه الذي يعتبر “جائزة كبرى”، وهو تغيير جذري في السياسة الأمريكية تجاه تايوان، سعياً لعزل الجزيرة التي تعتبرها بكين مقاطعة متمردة. يأتي هذا السعي بعد عام من الحوار رفيع المستوى بين الجانبين، حيث قامت الصين بتعزيز علاقاتها مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الذي أظهر اهتمامه بعقد اتفاق اقتصادي مع بكين في العام المقبل.
مطالب بكين لإبرام اتفاق تجاري مع واشنطن
الشروط التي وضعتها الصين لعقد صفقة تجارية مع الولايات المتحدة تشمل إعلاناً رسمياً من الجانب الأمريكي يؤكد معارضة واشنطن لاستقلال تايوان، وهو شرط أقوى مقارنةً بالتصريح الحالي الذي أصدرته إدارة الرئيس جو بايدن والذي يفيد بعدم دعم الولايات المتحدة لاستقلال الجزيرة. يُعتبر هذا الطلب أساسياً للنقاشات التجارية بين البلدين، في وقت تسعى فيه الصين لربط القضايا الاقتصادية بالأمنية.
وذكرت مصادر مطلعة أن مسألة “إعادة التوحيد” مع تايوان أصبحت جزءاً أساسياً من “حلم الصين” الذي يعززه شي منذ عام 2012، وأن هذا الهدف لا يمكن أن يتأثر بتدخلات خارجية مثل الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لتايوان. في هذا السياق، هناك توقعات باحتمالية لقاء بين شي وترمب على هامش قمة آسيان-المحيط الهادئ (APEC) المزمع إقامتها في كوريا الجنوبية في 31 أكتوبر 2025، حيث يستطيع الجانبان مناقشة هذه المسائل مباشرة.
التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين
تأتي هذه التحركات ضمن توترات أوسع بين واشنطن وبكين بشأن تايوان، حيث حذر شي بايدن خلال قمة في سان فرانسيسكو عام 2023 من أن بكين ستستخدم القوة لإعادة التوحيد إذا أقدمت تايوان على إعلان استقلالها بدعم خارجي. تتزامن هذه التطورات مع مخاوف من تصعيد عسكري، إذ نفذت الصين تدريبات عسكرية واسعة النطاق حول تايوان بعد تنصيب الرئيس التايواني لاي تشينغ-ته في مايو 2024، الذي أعرب عن شكره لمؤيديه على رفض “التأثيرات الخارجية” ودعا بكين إلى وقف “الإرهاب السياسي والعسكري”.
تعليقات