تحذير هام من ‘العقل’: تصرفات على الطريق قد تؤدي لسحب رخصتك في لحظة!

الحوادث المرورية: أزمة تتطلب الحلول الحاسمة

سلّط الكاتب الصحفي عقل العقل في مقاله بصحيفة عكاظ الضوء على إحدى المشكلات الرئيسية التي تشغل بال الشارع السعودي، وهي الحوادث المرورية. واعتبر أن الإفراط في استخدام الهاتف المحمول أثناء القيادة يعد من أخطر مسببات الكوارث على الطرقات، بالإضافة إلى الانحرافات المفاجئة وغياب المسافة الآمنة بين المركبات. وأشار إلى أن الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الإدارة العامة للمرور في الرياض تبرز بوضوح أن هذه العوامل الثلاثة تمثل النسبة الأكبر من أسباب الحوادث، وهو ما يستدعي من الجهات المعنية تعزيز الرقابة وتطبيق القوانين بشكل صارم لضمان سلامة مستخدمي الطرق.

قضية السلامة على الطرقات

ودعا الكاتب إلى ضرورة فرض عقوبات رادعة على المخالفين، مؤكدًا أن مجرد فرض غرامات لم يعد يكفي لوقف التصرفات المتهورة. وشدد على أهمية التفكير في سحب رخص القيادة لفترات محددة لكل من يثبت تورطه في حوادث ناتجة عن استخدام الهاتف أو الانحراف المفاجئ. كما اقترح أن يتم ترحيل الأجانب الذين يتسببون في هذه الحوادث، ليكون ذلك بمثابة رسالة واضحة بأن سلامة الناس هي خط أحمر لا يمكن التهاون فيه.

وأشار العقل إلى خطورة الانحرافات المفاجئة والتبديل غير المنضبط بين المسارات، موضحًا كيفية خلقها لحالة من الفوضى على الطرقات تهدد جميع مستخدميها. وبيّن أن السائقين الملتزمين غالبًا ما يعانون نتيجة تجاوزات الآخرين، مما يعكس قلة الوعي ويشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة المجتمع. واعتبر الالتزام بأنظمة المرور واجبًا وطنيًا وأخلاقيًا لضمان انسيابية الحركة وحماية الأرواح.

في سياق متصل، استعرض الكاتب بعض المؤشرات الإيجابية التي تعكس جهود الدولة لتعزيز السلامة المرورية، مشيرًا إلى الانخفاض الملحوظ في وفيات الحوادث، الذي تجاوز نسبة 50% في السنوات الأخيرة. ولفت الانتباه إلى أن معدل الوفيات انخفض من 28 حالة لكل 100 ألف نسمة في عام 2016 إلى 13 حالة فقط حاليًا، ما يعتبر إنجازًا يدل على فعالية الخطط الاستراتيجية المعتمدة.

وأعاد الكاتب سبب هذا التراجع الكبير إلى التطور التقني في المراقبة المرورية وتطبيق الأنظمة بشكل صارم بدون تمييز. كما أكد على دور الإجراءات القضائية في تعزيز هذه المنظومة، حيث أن بعض الحالات تصل إلى إبعاد المخالفين من البلاد إذا شكلوا تهديدًا متكررًا لأمن الطرق.

واعتبر أن هذه الإجراءات تشير إلى جدية المملكة في التعامل مع الحوادث المرورية كقضية أمنية حيوية. وأضاف أن رؤية 2030 أتاحت اهتمامًا كبيرًا لملف السلامة المرورية كمكون أساسي لتحسين جودة الحياة، وبالتالي تعزيز صورة المملكة كدولة حديثة تراعي معايير الأمان العالمية.

وأشار إلى أن النتائج الحالية تبعث على التفاؤل، ولكنها لا تعني الاستقرار على هذه النجاحات، بل تستدعي المزيد من الجهود للوصول إلى هدف صفر وفيات على الطرق. وشدّد على ضرورة أن تسير الحملات التوعوية بجانب العقوبات، فالتثقيف يعد ركيزة أساسية في تحسين سلوكيات السائقين وتجنب المخالفات.

ودعا إلى توسيع برامج التوعية في المدارس والجامعات وأماكن العمل، مؤكدًا أن الوعي المجتمعي هو خط الدفاع الأول ضد الحوادث. كما سلّط الضوء على أهمية التنسيق المستمر بين وزارة الداخلية والإدارة العامة للمرور لتطوير الخطط والآليات بما يتماشى مع التحديات الجديدة على الطرقات.

ختامًا، وجه الكاتب نداءً عاجلاً للجهات المعنية بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد السائقين المتهورين، آملاً في تحقيق الانضباط الكامل على الطرق بما يضمن سلامة المجتمع وحماية الأرواح. وبذلك، أكد على ضرورة الجمع بين الردع القانوني والوعي المجتمعي للحفاظ على شوارع المملكة آمنة وخالية من الفوضى.