العراق على حافة الهاوية: استراتيجيات القوى الكبرى وحسابات الداخل تعقد فك الارتباط المستحيل
الضغوط الأمريكية وتأثيرها على العراق
اعتبر الباحث في الشأن السياسي والأمني، علي ناصر، أن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على الحكومة العراقية لمواجهة ما يُعرف بـ”فك الارتباط بإيران” تمثل تحديًا كبيرًا يصعب تخطيه في الوقت الحالي.
التحديات المرتبطة بالنفوذ الإيراني
أوضح ناصر في تصريحاته، أن الطلب الأمريكي يأتي ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تقليص نفوذ إيران في المنطقة. ومع ذلك، فإن الوضع في العراق يختلف تمامًا، إذ أن بغداد ترتبط بعلاقات جغرافية واقتصادية وأمنية مع طهران تجعل من الصعب بكثير تجاوزها أو اتخاذ قرارات سريعة في هذا السياق.
وأضاف أن الولايات المتحدة تسعى إلى “إعادة تشكيل معادلة التوازن” داخل العراق، من خلال دفع الحكومة نحو تقليل اعتماد بعض المؤسسات على النفوذ الإيراني، سواء في القطاع الحكومي أو على مستوى ملفات الطاقة والتجارة والأمن. وأكد ناصر على أهمية أن تأخذ أي خطوة في هذا السياق بعين الاعتبار “حساسية الوضع الداخلي العراقي وتعقيداته”، مشددًا على ضرورة أن تبنى تلك الخطوات على أساس المصلحة الوطنية بدلاً من أن تتحول إلى ساحة صراع بين واشنطن وطهران.
كما أكد ناصر على ضرورة أن يكون “مبدأ سيادة القرار العراقي” جزءًا أساسيًا في التعامل مع هذه الضغوط، داعيًا إلى انتهاج سياسة متوازنة تحافظ على علاقات العراق مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية، دون الدخول في محاور أو الخضوع للإملاءات الخارجية.
لطالما كانت العراق في موقف صعب بين النفوذ الأمريكي والإيراني، خاصة منذ الغزو الأمريكي عام 2003 وما تبعه من تغييرات سياسية وأمنية. تتمتع إيران بعلاقات استراتيجية مع بغداد في مجالات متعددة، تشمل الاقتصاد والطاقة والأمن. وفي ذات الوقت، تمارس واشنطن ضغوطًا متواصلة لتقليص وجودها ضمن سياق ما تصفه بالتوازن الإقليمي. وتستهدف هذه الضغوط غالبًا مؤسسات الدولة العراقية والملفات الحساسة، مما يستدعي من الحكومات المتعاقبة أن تراعي تحقيق توازن دقيق بين حماية سيادتها الوطنية والحفاظ على علاقات مستقرة مع مختلف الأطراف الداخيلة والخارجية.
تعليقات