بدء موسم المرزم في المملكة العربية السعودية
أعلن الباحث الفلكي خالد الزعاق عن بداية موسم المرزم في المملكة العربية السعودية، مشيرًا إلى هذه الفترة كونها مرحلة محورية للمزارعين الذين يضاعفون جهودهم في العمل طول الوقت، لما تحمله من رمزية في الثقافة الشعبية ودلالات فلكية تتعلق بالزراعة وطبيعة الحياة اليومية.
وفي حديثه عبر قناة العربية، أوضح الزعاق أن الموروث الشعبي يلخص أهمية هذا الموسم بعبارة الأجداد: “إذا دخل المرزم فاملأ المحزم”، مبينًا أن المرزم هو من أبرز النجوم وأكثرها شهرة في فصل القيظ. ويعني المحزم الحزام الذي يشده الرجل حول خاصرته، مما يشير إلى الاستعداد والجد في العمل.
موسم الجد والنشاط الزراعي
وأشار الزعاق إلى أن هذه المرحلة كانت بمثابة دعوة للتعاون والالتقاء في المزارع لجني ثمار النخيل، حيث يعمل المزارعون بجهد متواصل دون توقف. ولهذا، يتردد في الأمثال الشعبية: “إذا دخل المرزم يا زارع إلزم مزرعتك ولا تهمل محاصيلك”، دلالة على أهمية التركيز على الزراعة وعدم التهاون في العناية بالثمار.
كما أوضح الزعاق أن ملامح هذه الفترة تتجسد في تفاصيل الحياة اليومية، حيث يرتدي الرجال العمائم والجنبية والأحزمة، تلك الرموز التي تعكس أصالة الثقافة العربية وجذورها وارتباطها بروح العمل الجاد في مواجهة متطلبات هذه الفترة.
وأضاف الباحث أن موسم المرزم يستمر 13 يومًا، وسُمّي بهذا الاسم لارتباطه بظاهرة “الإرزام”، وهو الصوت الذي تصدره الإبل نتيجة لارتفاع درجات الحرارة. فالظروف المناخية المصاحبة لدخول المرزم تجعل الجو أكثر حرارة، مما يستدعي استعداد المزارعين والمجتمع لمواجهة الظروف الصعبة.
يعد هذا الموسم أحد المواسم الفلكية التي تأخذ مكانة بارزة في الموروث العربي، إذ يترابط فيه المعاني الفلكية والبيئية والاجتماعية، ليكون بمثابة دورة طبيعية تسهم في تنظيم الأعمال الزراعية، لا سيما في ما يتعلق بجني ثمار النخيل، التي تعد ركيزة أساسية للحياة الاقتصادية على مر العصور.
بهذا، يمثّل موسم المرزم حالة فريدة تتجلى فيها العلاقة الوثيقة بين الفلك والزراعة والمجتمع، كما أن الأجداد استطاعوا الربط بين حركة النجوم وظروف الطبيعة لضبط إيقاع حياتهم اليومية.

تعليقات