الشرطة الإيطالية تكشف النقاب عن أكبر مصنع غير قانوني للسجائر المقلدة

تمكنت الشرطة الإيطالية اليوم (السبت) من اكتشاف مصنع سري مذهل لإنتاج السجائر المزيفة في كازينو مهجور يقع على بعد حوالي 120 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة روما، في منطقة بوميزيا الصناعية.

مزرعة سرية لإنتاج السجائر

تقدر السلطات الإيطالية أن المصنع كان بإمكانه إنتاج ما يقرب من 300 مليون سيجارة مزيفة، مما يجعله واحدًا من أكبر عمليات التهريب غير الشرعية في أوروبا، وفقاً لتقارير من الشرطة المالية. وعثر المحققون على المصنع داخل أنفاق سرية وغرف تحت الأرض متصلة بالكازينو المهجور، خلال عملية مداهمة موسعة قادها العاملون في مكتب الشرطة المالية بالعاصمة روما، حيث تم اكتشاف آلات متطورة قادرة على إنتاج الملايين من السجائر يومياً.

مركز غير قانوني للإنتاج

كما كشفت التحقيقات الأولية عن وجود مخزون كبير من المواد الخام مثل التبغ المهرب والورق المعالج، وتم القبض على عدد من العمال الأجانب، ومن بينهم لاجئون من أوكرانيا يُشتبه في أنهم كانوا يعانون من ظروف عمل قاسية. عملية تهريب السجائر وإنتاجها تعتبر من المشكلات المزمنة التي تواجه إيطاليا، حيث يقدر حجم السوق السوداء بحوالي 10 مليار يورو سنوياً، وفقاً لتقارير مكتب المدعي العام الأوروبي. وغالباً ما تكون هذه العمليات مرتبطة بالعصابات الإجرامية مثل الكامورا في نابولي أو المنظمات الصقلية، التي تستغل المناطق الصناعية المهجورة والموانئ لتهريب التبغ من شرق أوروبا أو شمال أفريقيا.

وفي السنوات الأخيرة، نفذت إيطاليا سلسلة من المداهمات الكبرى. فعلى سبيل المثال، في يوليو الماضي دمرت السلطات مصنعاً ضخماً في مقاطعة فودجا، كان بإمكانه إنتاج مليوني سيجارة يومياً، مما أدى إلى خسائر ضريبية تقدر بـ80 مليون يورو سنوياً. وفي يونيو، تم تفكيك شبكة تهريب مشتركة بين رومانيا وإيطاليا، وفي يناير، كانت هناك عملية في باليرمو أسفرت عن مصادرة 22 طناً من السجائر.

ترتبط السلطات الإيطالية هذه العملية بشبكات دولية، وقد أسفرت المداهمة عن مصادرة معدات تجاوزت قيمتها مليون يورو، مع استمرار التحقيقات لرصد الروابط مع عصابات أكبر. يأتي هذا الاكتشاف في وقت تكثف فيه إيطاليا حملاتها لمكافحة ظاهرة “توباكوبولي”، أي الفساد في سوق التبغ، حيث تم اتهام شركات ضخمة مثل فيليب موريس بالتعاون مع مسؤولين في الجمارك للسيطرة على السوق.