الجبيل الصناعية تحتضن المؤتمر الدولي السادس لمدن التعلم في مدينة اليونسكو التعليمية بالمملكة العربية السعودية
أزمة المناخ في عام 2023
شهد عام 2023 ارتفاعاً غير مسبوق في درجات الحرارة، حيث تعاني المجتمعات حول العالم من أزمة المناخ، المتمثلة في موجات الحر والجفاف، كما تزداد الفيضانات ويواجه التنوع البيولوجي تهديدات متزايدة. إن كوكب الأرض في حاجة ماسة للحماية، مما يتطلب تغييرات شاملة في أنماط حياتنا. تلعب عملية التعليم والتعلم دوراً أساسياً كمحرك للتغيير. تمتلك مدن اليونسكو للتعلم موقعاً متميزاً يمكنها من تعزيز الوعي المناخي وتزويد الأفراد بالمهارات الخضراء اللازمة لتحقيق مجتمع مستدام. وأكدت إيزابيل كيمبف، مديرة معهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، أن المؤتمر الدولي السادس لمدن التعلم في الجبيل الصناعية سيساهم في تقديم حلول فعالة لمواجهة أزمة المناخ.
المدن ودورها في التحول المناخي
استضافة مدينة الجبيل الصناعية لهذا المؤتمر تعكس التزام حكومة المملكة العربية السعودية بتحقيق أهداف التنمية المستدامة. وقد أطلقت المملكة مجموعة من البرامج لتحقيق رؤية السعودية 2030، بما في ذلك برنامج تطوير القدرات البشرية الذي يهدف لتعزيز تنافسية المواطنين العالمية. هذا البرنامج يعمل على بناء استراتيجية وطنية لتمكين الأفراد منذ مراحل الطفولة المبكرة، مروراً بالتعليم العام والجامعي وصولاً إلى التدريب المهني والتعلم مدى الحياة، بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص وغير الربحي. كما يتماشى عنوان المؤتمر “مدن التعلم في طليعة العمل المناخي” مع المبادرات الخضراء التي تسعى إليها المملكة.
تعتبر المدن من المساهمين الرئيسيين في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، حيث تمثل حالياً حوالي 75% من هذه الانبعاثات العالمية. ومع ذلك، فهي تلعب أيضاً دوراً محورياً في استجابة العالم لأزمة المناخ، خصوصاً في مجالات النقل والمباني. بالإضافة إلى ذلك، تسهم المدن في التحول نحو اقتصاديات شاملة وخضراء، وتساعد المجتمعات المحلية على اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة لكسر الأنماط القديمة للاستهلاك والإنتاج غير المستدام.
تُعزز شبكة اليونسكو العالمية لمدن التعلم، التي تضم 356 مدينة، جهود العمل المناخي من خلال التعلم مدى الحياة. تركز مجموعة التعليم من أجل التنمية المستدامة على تطوير استراتيجيات التعلم المتعلقة بتغير المناخ. خلال المؤتمر، سيتعاون المشاركون، بما في ذلك صانعي السياسات ومحافظو مدن التعلم وخبراء في مجالات الاستدامة، لتحديد وتعزيز السياسات التي تدعم التعلم مدى الحياة في مواجهة تغير المناخ وبناء مدن مستدامة.
سيكون هناك أربعة محاور رئيسة للنقاش خلال المؤتمر: تمكين الأفراد ليكونوا عوامل تغيير، تعزيز المعرفة والمهارات اللازمة لبناء مدن قادرة على التكيف، وضع استراتيجيات للتعاون بين متعددي أصحاب المصلحة، وتعزيز المؤسسات التعليمية والبيئات التعليمية. المشاركة في المؤتمر ستكون بالدعوة فقط، وسيتم فتح التسجيل عبر الموقع الإلكتروني في الأشهر القادمة. لمزيد من الاستفسارات أو لرغبتك في حضور الحدث، يمكنك التواصل مع فريق التنسيق التابع لليونسكو عبر البريد الإلكتروني. سيتاح الحدث لجميع المعنيين عبر البث المباشر.
تُعتبر مدن التعلم التابعة لليونسكو متميزة في ربط المؤسسات التعليمية والتدريبية والثقافية، حيث تشرك مجموعة واسعة من الشركاء من القطاع العام ومنظمات المجتمع المدني وأرباب العمل. تسعى هذه المدن لتعزيز التعلم الشامل والجيد، وتفعيل التعلم المستمر في الأسر والمجتمعات، وتوسيع نطاق استخدام تقنيات التعلم الحديثة لمواجهة تحديات المناخ. تشكل أنشطة شبكة مدن التعلم العالمية إسهامًا ضمن شراكة اليونسكو لتخضير التعليم، مما يعزز التعلم مدى الحياة كوسيلة لتمكين الأفراد من التصدي لأزمة المناخ.

تعليقات