وأضاف أن الإسرائيليين ينظرون إلى الحرب على أنها وجودية لتحقيق دولتهم الدينية القومية اليهودية، وذلك في إطار عقيدة “شعب الله المختار”، التي وصفها بأنها تعبير عن “الغطرسة والعنصرية الدموية” التي باتت عاراً على الإنسانية. وفي ما يتعلق بالحلول المطروحة، أبدى أبو نوار مخاوفه من الوصاية الدولية على غزة، التي ستفقد الشرعية لدى السكان الذين يأملون في حلول عربية مثل المبادرة القاهرية التي يتم إدارتها عبر تكنوقراط فلسطينيين.
وكشف عن خطة يقودها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، تتعلق بتشكيل “السلطة الانتقالية الدولية في غزة” (جيتا) لمدة خمس سنوات، بموجب تفويض من الأمم المتحدة ودعم خليجي، لإعادة الإعمار وإنشاء هيكل حكم جديد يسعى نحو دولة فلسطينية ديمقراطية. وأشار أبو نوار إلى أن معهد بلير للتغير العالمي ساهم في صياغة هذه الخطة، حيث سيحصل بلير على السيطرة القانونية والسياسية الكاملة على غزة، لكنه حذر من التفاؤل، مذكراً بإرث بلير الفاشل في غزة من خلال اللجنة الرباعية.
ورغم نجاح مصر وقطر وأمريكا في الماضي في التوصل إلى تهدئات، إلا أن بلير يسعى لتصحيح أخطاء الماضي، لكن نجاحه يبقى محل شك، خاصة مع رفض ائتلاف نتنياهو لأي مبادرة تمس الرواية التوراتية لإسرائيل. وأكد أبو نوار أن الخطة تتطلب نشر قوات من دول عربية وصديقة، بالإضافة إلى عدد كبير من المتعاقدين والمرتزقة الغربيين المعاونين لإسرائيل لحفظ استقرار المناطق الإنسانية، مما قد يعرقل قيام دولة فلسطينية مستقبلية في حال انسحاب إسرائيل من غزة نحو الغلاف.
أما عن موقف حماس، فقد أوضح أبو نوار أنها تشترط الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، وأن قبول إسرائيل بتسوية شاملة سيحدد إمكانية نجاح أي مبادرة، حيث قد تقبل حماس بشروط تتعلق بإعادة الرهائن مقابل وقف إطلاق النار، بينما قد يرى نتنياهو هذه الصفقة كنوع من الانتصار لإسرائيل. وأختتم أبو نوار بقوله إن تحقيق تسوية شاملة يبدو صعباً، وأن توازن القوى هو الضمان الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار، مضيفاً أن مبادرة بلير لا تبشر بخير.
أبو نوار: مبادرة بلير لا تبشر بخير وما يحدث اليوم هو حرب استنزاف معقدة وبطيئة
يذكر أن التصريح المتعلق بمبادرة بلير لم يبشر بخير ولا لمجريات الأحداث الجارية قد تم نشره حديثاً ( ).
آخر تحديث :

تعليقات