العلاقات الصينية السعودية
أعرب تشانج هوا، السفير الصيني في المملكة العربية السعودية، عن أن العلاقات الثنائية بين الصين والمملكة تشهد تحولًا نوعيًا غير مسبوق، حيث يتوسع نطاق الشراكة ليغطي ستة قطاعات استراتيجية حيوية، وهي: “البتروكيماويات، والطاقة، والبنية التحتية، والاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والتنمية الخضراء”. في حفل استقبال نظمته السفارة بمناسبة الذكرى الـ76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية ومرور 35 عامًا على العلاقات الدبلوماسية، أوضح السفير أن هذا التكامل يبرز نجاح التناغم بين مبادرة “الحزام والطريق” و”رؤية السعودية 2030″.
كما أشار السفير إلى أن التطور السريع في العلاقات أدى إلى تصاعد حجم التبادل التجاري، ليصل لأكثر من 100 مليار دولار على مدار ثلاثة أعوام متتالية. ولفت النظر إلى أن الجانب الثقافي شهد زيادة في الفعاليات المشتركة، حيث تم تنظيم أكثر من 40 فعالية ثقافية وفنية وتعليمية وسينمائية ضمن “العام الثقافي الصيني السعودي” الأول، بالإضافة إلى ترحيب عارم بإعفاء السعوديين من تأشيرة الدخول إلى الصين.
التعاون الاقتصادي بين البلدين
في سياق متصل، أكد السفير تشانج أن الجلسة الكاملة الرابعة للجنة المركزية الـ20 للحزب الشيوعي الصيني ستعقد في الشهر المقبل لمناقشة الخطة الخمسية الخامسة عشرة للصين، حيث تمثل الذكرى الـ35 لإقامة العلاقات الدبلوماسية نقطة انطلاق جديدة لتعميق المواءمة بين استراتيجيات البلدين، وتعزيز التعاون القائم وتعزيز الحوار الحضاري، مما يسهم في بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.
يظهر تقرير حديث صادر عن إدارة التجارة الخارجية بوزارة التجارة الصينية، أن يوليو 2025 شهد ارتفاعًا ملحوظًا في التبادل التجاري بين الصين والسعودية، حيث بلغ حجم صادرات الصين إلى المملكة 4.4 مليار دولار، بينما استوردت الصين من السعودية ما قيمته 4.74 مليار دولار. وارتفعت الصادرات الصينية بنسبة 16.7% مقارنة بالعام السابق، مع تسليط الضوء على الصادرات الأساسية مثل السيارات والمحولات الكهربائية والهواتف.
وفي المقابل، تمثلت الواردات الرئيسية من السعودية في النفط الخام وبوليمرات الإيثيلين. كما أظهرت بيانات أخرى نموًا ملحوظًا في صادرات الصين للسعودية، حيث سجلت المحولات الكهربائية زيادة هائلة بنسبة 308%، بينما تراجعت بعض الواردات بشكل ملحوظ. كما شهدت صادرات السعودية إلى الصين انتعاشًا، حيث زادت بنسبة 20.6% في فبراير 2025 مقارنة بالعام السابق، مما يعكس توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين.
تعليقات