السعودية تعلن عن مشاريع مائية ضخمة تخدم أكثر من 4 ملايين في الشرقية
أعلن المتحدث الرسمي للهيئة السعودية للمياه، سلطان الراجحي، عن إطلاق مجموعة من المشاريع المائية الكبرى في المنطقة الشرقية، بتكاليف تتجاوز 12 مليار ريال، وتهدف هذه المشاريع إلى خدمة أكثر من 4 ملايين مستفيد من السكان.
وأكد الراجحي أن هذه المشاريع لا تقتصر على زيادة الإنتاج فحسب، بل تشمل أيضًا تطوير شبكات النقل والتوزيع، واستخدام تقنيات حديثة للتحلية تتماشى مع أهداف الاستدامة والابتكار في المملكة. وتتجه الأنظار نحو المنطقة الشرقية كمركز محوري في مجالات الأمن المائي، حيث ستساهم هذه المشاريع في تعزيز قدرتها على توزيع المياه المحلاة إلى المدن الكبيرة.
تعتبر المنطقة الشرقية من أكثر المناطق التي تعتمد على المياه المحلاة لتلبية احتياجاتها، نظرًا للكثافة السكانية والصناعية فيها، لذا فإن هذه المشاريع ستعزز من قدرة الإنتاج وتخفف من الضغط على الشبكات القائمة.
تفاصيل المشاريع والخدمات المقدمة
بحسب تصريحات الراجحي، تشمل حزمة المشاريع:
- إنشاء محطات تحلية جديدة تعزز القدرة الإنتاجية في الجبيل والخبر، باستخدام تقنيات متطورة تتميز بالكفاءة وتدمج الطاقة المتجددة لتشغيل أجزاء من المحطات.
- توسيع شبكات النقل والتوزيع لتعزيز الربط بين المصانع والمناطق السكنية والامتدادات العمرانية.
- تطوير البنية التحتية لخطوط الأنابيب وتحسين كفاءتها بنقل المياه وتقليل الفاقد.
- تنفيذ حلول بيئية وتقنيات مبتكرة، مثل تطبيق التناضح العكسي وتحويل بعض العمليات إلى الطاقة النظيفة، مما يسهم في خفض التكاليف والانبعاثات.
الراجحي أشار إلى أن مشروع التحلية في الجبيل، المعروف بمشروع “المليون”، يمثل أكبر مشروع عالمي يعتمد على تقنية التناضح العكسي ويغطي جزءًا كبيرًا من احتياجات المنطقة. يعتمد المشروع على الطاقة الشمسية بنسبة تصل إلى 33٪، مما يوفر 330 ألف متر مكعب من المياه يوميًا.
من المتوقع أن تؤدي هذه المشاريع إلى تحسين جودة الحياة في المنطقة الشرقية عبر:
- ضمان توفر مياه نظيفة ومستقرة للمدن الصناعية والسكنية، مما يحسن من القدرة على التكيف مع أي تحديات بيئية.
- تقليل الضغط على الشبكات القديمة وزيادة كفاءة توزيع المياه، مما يقلل من الفاقد.
- توفير بنية تحتية مائية تدعم التوسع العمراني والمشاريع السكنية والتجارية.
- تعزيز السلامة البيئية من خلال تقليل استهلاك الطاقة والانبعاثات.
- زيادة الموثوقية في تأمين الموارد المائية بما يلبي احتياجات المنطقة على المدى البعيد.
سيكون المشروع محط اهتمام المستثمرين والمصانع والمزارع، نظرًا لأهمية توفر المياه لسير النشاط الاقتصادي.
مع ذلك، تظل هناك تحديات مثل تكلفة التشغيل والصيانة العالية، وضمان جودة التنفيذ، والتكامل مع الشبكات القائمة. ومواجهة هذه التحديات تتطلب شراكات فعّالة مع القطاع الخاص وإدارة متكاملة لضمان استدامة المشاريع.
في الختام، تعتبر هذه المبادرات الكبرى في المنطقة الشرقية خطوة استراتيجية نحو تعزيز الإمداد المائي وتحسين جودة الحياة، مما يعكس التزام السعودية بالتنمية المستدامة ويعزز مكانة المنطقة كمركز رئيسي في الأمن المائي الوطني.

تعليقات