الفنان الموهوب: دكتور يحيى الفخراني في قمة الإبداع

مسرحية الملك لير للدكتور يحيى الفخرانى

ذهبت لمشاهدة المسرحية الشهيرة “الملك لير” التي كتبها ويليام شكسبير وترجمت إلى مختلف لغات العالم بما في ذلك العربية. يؤدي دور البطولة فيها الفنان المتميز الدكتور يحيى الفخرانى على خشبة المسرح القومى بالقاهرة. وحين اتصلت بحجز التذاكر، كانت الإجابة كاملة العدد، ولكن بعد التواصل مع الصديق الدكتور يحيى، تلقينا دعوة للذهاب. وصلت مع زوجتي إلى المسرح، حيث تم استقبالنا على الباب ودُعينا إلى قاعة كبار الزوار، ومن ثم إلى الصف الأول لمشاهدة العرض. افتتحت المسرحية بموسيقى السلام الجمهورى، وكانت تجربة بصرية وسمعية مدهشة في الأداء والموسيقى والعرض. تُروى قصة “الملك لير” بإيجاز عن ملك بريطاني قرر تقسيم مملكته بين بناته الثلاث، غير أنه منح الابنتين الكبرى والوسطى نصيباً كبيراً بناءً على كلماتهن المعسولة، بينما أبدت الصغرى ولاءً بسيطاً تجاهه، فغضب وحرَمها من نصيبها. بعد مرور الوقت، نُقضت العهود، وطُرِد الملك من قبل ابنتيه، لكن الابنة الصغرى عادت من فرنسا تناضل من أجل إنقاذه. تنتهي القصة بمأساة، حيث يموت الملك حزناً على فقدان ابنته.

الأداء المذهل للدكتور يحيى الفخرانى

كان أداء الدكتور يحيى الفخرانى مجرد إبداع، تجسيداً للشخصية ببلاغة وسلاسة، حيث أضاء المسرح بحكمته وإبداعه وبكائه من الألم والنفاق. هذا الأداء ليس مجرد تمثيل بل استطاع أن يعبر عن التعقيدات النفسية للإنسان وواقعه. بعد انتهاء العرض، ذهبت وزوجتي لنعبر عن شكرنا وتقديرنا له بتقديم الورود، طلبين من الله أن يمنحه السعادة والراحة كما غمرنا بالسعادة.

يتساءل الكثيرون عن الفرق بين الطبيب والفنان، فالأول يعالج الأجساد بينما الثاني يعالج الأرواح والعقول. لقد قدّم ويليام شكسبير عالماً درامياً مليئاً بالتراجيديا مثل “الملك لير” و”هاملت” و”ماكبث”، بالإضافة إلى الكوميديا مثل “تاجر البندقية” و”حلم ليلة صيف”. كان شكسبير مبدعاً في اللغة الإنجليزية، حيث أدخل أكثر من 2000 كلمة جديدة. ومن دون شك، يُعتبر هنريك إبسن من رواد المسرح الحديث، حيث غيّر مجرى الدراما بكاملها من الرومانسية إلى الواقعية. ناقش قضايا المجتمع في مسرحياته، مثل “بيت الدمية”، حيث تخطت البطلة التقاليد بحثاً عن هويتها. زارني والدي في إنجلترا خلال دراستي للدكتوراه وكانت الصحافة تهتم بكل ما يتعلق به.

وقد كان له تصريح شهير عن الكاتب المسرحي جورج برناردشو يؤكد فيه على تأثيره العميق على المجتمع البريطاني، وكيف أن شو تناول مواضيع مهمة بالمسرح، عبر رؤية حادة ومتميزة. وبناءً على ذلك، انطلقت المراجعات الإعلامية لتبرز وجهات نظر مختلفة حول المسرح، من خلال الكتابات والمقابلات. في الختام، نوجه شكرنا للدكتور يحيى الفخرانى. فعلاً، مسرحه هو تجربة لا تُنسى لكل من حضر، لنستمر في تقدير فنون المسرح وأثرها العميق في المجتمع.