تطوير التعليم في السعودية ودوره في تخفيف العبء على الطلاب
على مدار سنوات عديدة، شهد التعليم في المملكة العربية السعودية تحولات مستمرة في مختلف جوانبه، سواء من حيث المناهج أو أساليب التقييم. في تطور جديد أثار نقاشات واسعة بين أولياء الأمور والمعلمين والطلاب، أعلنت وزارة التعليم السعودية أن الاختبارات النهائية للصفوف من third إلى sixth الابتدائي ستقتصر على أربعة مواد فقط، وهي: اللغة العربية، الرياضيات، العلوم، واللغة الإنجليزية، بينما ستُقيَّم بقية المواد من خلال التقويم التكويني الذي يعتمد على الأنشطة الصفية والمشاركة والاندماج المستمر خلال الفصل الدراسي، وفقاً لما أُعلن عنه رسمياً من الجهات ذات الصلة.
أهمية هذا القرار
يتجاوز هذا القرار مجرد تعديل في آلية الاختبارات، إذ يعكس توجهًا شاملًا في رؤية التعليم بالمملكة. إن التركيز على أربع مواد رئيسية يعني أن الطالب في المرحلة الابتدائية لن يكون محاطًا بضغط الامتحانات النهائية لكل مادة دراسية، بل سيتاح له فرصة أكبر للتركيز على العلوم الأساسية التي تشكل أساس شخصيته الأكاديمية.
- اللغة العربية: لأنها تشكل الهوية والوسيلة الأساسية للتواصل والفهم.
- الرياضيات: لأنها تعزز التفكير المنطقي والقدرة على حل المشكلات.
- العلوم: لأنها تزرع الفضول والاستكشاف العلمي منذ الصغر.
- اللغة الإنجليزية: لأنها أصبحت لغة العلم والتكنولوجيا والتواصل العالمي.
فهم التقويم التكويني وأهميته
التقويم التكويني، المعروف أيضًا باسم التقييم المستمر، ليست فكرة جديدة على الصعيد العالمي، لكنه بدأ يحظى بمكانة بارزة في النظام التعليمي السعودي مؤخرًا. يعتمد هذا الأسلوب على تقويم الطالب بناءً على أدائه اليومي والمشاركة الصفية ومهاراته العملية ومستوى تقدمه في الفهم، بدلاً من الاعتماد على نتيجة اختبار نهائي واحد. في هذا السياق:
- يقوم المعلم بمراقبة أداء الطالب طوال الفصل الدراسي.
- تُعتبر المشاركة في الأنشطة والواجبات ذات أهمية كبيرة.
- يُشجع الطالب على التعلم بدون الخوف من الرسوب بسبب اختبار واحد فقط.
يسمح هذا النظام للطلاب بتفادي ضغط الاستعداد للاختبارات المتعددة، مما يعزز التعلم المستمر ويحقق الهدف الأساسي للتعليم المتمثل في ترسيخ المعرفة وتطوير المهارات.
ردود أفعال أولياء الأمور
عقب الإعلان عن هذا القرار، انقسمت آراء أولياء الأمور إلى اتجاهين رئيسيين:
- المؤيدون: يعبرون عن دعمهم للقرار كخطوة إيجابية تخفف العبء النفسي عن أولادهم، حيث يُعتبر من غير العدل تحميل الطلاب الصغار أعباء امتحانات متعددة. كما يعتقدون أن التركيز على المواد الأربعة الأساسية يساهم في بناء أساس قوي لمستقبلهم الأكاديمي.
- المتخوفون: يشعرون بالقلق من أن غياب الاختبارات النهائية لبعض المواد قد يؤدي إلى إهمال الطلاب لتلك المواد، مما يؤثر على مستواهم فيها. يرون أن الطلاب قد لا يعطون أهمية لمواد كالتربية الإسلامية أو الاجتماعيات إذا لم تكن مرتبطة بامتحان نهائي.
تأثير القرار على الطلاب
إن الطلاب في المرحلة الابتدائية يعيشون فترة تكوين حساسة، وأي قرارات تعليمية تؤثر بشكل مباشر على نفسياتهم ومستقبلهم. وبالنظر إلى هذا القرار، يمكن تحديد عدة تأثيرات:
- انخفاض الضغط النفسي: لن يعاني الطلاب من القلق الناتج عن عدداً كبيراً من الامتحانات في نهاية الفصل.
- زيادة التركيز على المواد الأساسية: مما يعزز من مستوى فهمهم فيها.
- تنمية حب التعلم: من خلال الانخراط في الأنشطة اليومية بدلاً من التركيز فقط على الدرجات.
- تحفيز الإبداع: خاصة في المواد التي سيتم تقييمها بشكل تكويني مثل التربية الفنية والتربية البدنية، حيث سيكون التركيز على الموهبة والمشاركة بدلاً من الحفظ فقط.

تعليقات