الذهب يرتفع بنحو 3% مدعومًا ببيانات التضخم الأمريكية – السعودية نيوز

اختتم الذهب أسبوعاً قوياً بارتفاع يقارب 3% بدعم من بيانات التضخم الأمريكية التي أظهرت استقرار التضخم الأساسي، مما يعزز توقعات استمرار البنك المركزي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة. وزادت المخاوف العالمية بعد إعلان واشنطن عن رسوم جمركية جديدة، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذات آمنة مثل الذهب الذي أغلق عند 3,792.87 دولار للأوقية، بينما سجل الذهب الفوري 3,763.29 دولار للأوقية، ليحافظ الذهب على موقع قوي وسط التقلبات الاقتصادية الحالية.

ارتفاع أسعار الذهب: زيادة ملحوظة بفعل المخاوف العالمية

أسعار الذهب أنهت تداولات الأسبوع الماضي بارتفاع كبير، حيث حققت مكاسب أسبوعية تقترب من 3% نتيجة تصاعد المخاوف الدولية بعد إعلان واشنطن عن رسوم جمركية جديدة. كما أن البيانات الأمريكية الأخيرة أظهرت استقرار التضخم الأساسي خلال شهر أغسطس، مما يعكس احتمال استمرار البنك المركزي الأمريكي في خفض أسعار الفائدة في الفترة المقبلة.

في تفاصيل التداولات، أغلقت عقود الذهب الآجلة عند 3,792.87 دولار للأوقية بزيادة 0.58%، بينما ارتفع الذهب الفوري إلى 3,763.29 دولار للأوقية بزيادة 0.37%، لينهى المعدن الأصفر الأسبوع بمكاسب تقدر بنحو 3% وفق بيانات منصة (ماركت ووتش). كما تراجع مؤشر الدولار الأمريكي إلى 98.15 نقطة منخفضاً 0.41% أمام مجموعة من العملات الرئيسية، مما زاد من جاذبية الذهب كمكان آمن للاستثمار.

مقياس التضخم المفضل لدى الاحتياطي الفيدرالي، الذي جاء متماشياً مع التوقعات، ساهم في دعم أسعار المعدن الأصفر، حيث استقر التضخم الأساسي السنوي لأسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) عند 2.9% في أغسطس، وهو ما ساهم في تهدئة المخاوف من زيادة التضخم في أكبر اقتصاد عالمي. بالإضافة إلى ذلك، أثارت حزمة الرسوم الجمركية الجديدة التي أعلن عنها الرئيس الأمريكي، والتي تشمل فرض رسوم بنسبة 100% على جميع واردات الأدوية، مخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي، مما دفع المستثمرين إلى التحول نحو الملاذات الآمنة مثل الذهب.

التوجهات السوقية: تحديات تواجه أسعار المعدن الأصفر

على الرغم من العوامل الإيجابية، واجه الذهب بعض الضغوط خلال الأسبوع نتيجة تنامي الشكوك حول مسار أسعار الفائدة، فضلاً عن تحسن الدولار خلال بعض الجلسات. وأظهرت بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني نمواً أسرع من المتوقع في الاقتصاد الأمريكي، بينما تحسنت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، مما أدى إلى تصريحات حذرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي حول مخاطر التضخم المستمر وضعف سوق العمل.

كما أشار محللو بنك ING إلى أن الذهب حقق منذ مطلع عام 2025 مكاسب تقترب من 43% مدعوماً بضعف الدولار ومشتريات البنوك المركزية، بالإضافة إلى تدفقات صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) والتوترات الجيوسياسية. هذا العام، ارتفعت حيازات صناديق الذهب المتداولة بأكثر من 12.8 مليون أوقية ليصل الإجمالي إلى 96.2 مليون أوقية، وهو أعلى مستوى منذ أكتوبر 2022، مما يعكس الطلب المتزايد على المعدن النفيس في ظل الظروف الحالية.

فيما يتعلق بأداء المعادن النفيسة الأخرى، فقد شهد البلاتين الفوري ارتفاعاً بنسبة 1.3% ليصل إلى 1,549.95 دولار للأوقية، وزادت الفضة الفورية بنسبة 0.5% لتصل إلى 45.36 دولار للأوقية، بينما تراجعت عقود النحاس القياسية في بورصة لندن للمعادن بنسبة 0.5% إلى 10,207.70 دولار للطن، وهبطت عقود النحاس في كومكس بنسبة 0.3% إلى 4.7438 دولار للرطل. تعكس هذه التحركات التحديات التي تواجه الأسواق العالمية في الوقت الحالي وتأثيرها على أداء المعادن بشكل عام.