مع انتقال أكثر من 4.5 مليار مسافر جواً سنوياً، أصبحت الطوارئ الطبية خلال الرحلات الجوية أمراً شائعاً. لكن شركات الطيران الكبيرة تمكّنت من مواجهة هذه التحديات بفعالية وجدية، متجنبين الأساليب التقليدية المسببة للفوضى، مثل نداء “هل يوجد طبيب على متن الطائرة؟”.
برامج طبية متقدمة
قامت شركات الطيران الكبرى مثل لوفتهانزا، سويس إنترناشيونال، وأوستريان إيرلاينز بتعزيز برامج التطوع الطبي. هذه البرامج تسمح للأطباء والممرضين والمسعفين بتسجيل أنفسهم مسبقاً عبر تطبيقات إلكترونية أو من خلال علامات خاصة على الأمتعة تُظهَر فقط للطاقم عند الحاجة. يهدف هذا النظام إلى تقديم استجابة أسرع وأكثر هدوءاً في حالة الطوارئ.
استجابة سريعة وفعالة
تشير بيانات لوفتهانزا إلى أن برنامج “Doctor on Board” الذي يضم أكثر من 100 ألف طبيب مسجل قد أسهم في تقليل زمن التدخل الطبي بنسبة 40%. كما أن هناك حوافز للمشاركين، مثل نقاط تدريبية ودورات في الطب الجوي، مما يشجع على الانضمام إلى البرنامج.
الإحصائيات ترسم الصورة
طبقاً لدراسة في مجلة نيو إنجلاند الطبية، يحدث طارئ طبي واحد تقريباً كل 604 رحلات جوية. من أبرز الحالات التي تُسجل أثناء الطيران مشكلات القلب (40%)، الغثيان (25%)، والإغماء (15%). رغم أن 70% من الحالات يتم التعامل معها بواسطة طاقم الطائرة، فإن تدخل المتطوعين الطبيين غالباً ما يكون حاسماً، ويؤثر على قرار الهبوط الاضطراري أو استمرار الرحلة.
تحويل الذعر إلى طمأنينة
استندت شركات الطيران لعقود على النداءات العامة لاستدعاء الأطباء، مما كان يسبب شعوراً بالذعر والقلق بين الركاب. لكن البرامج الحديثة غيرت هذه الديناميكية بشكل جذري. الأطباء اليوم يتواجدون مسبقاً مجهزين، مما يحول الطائرة فعلياً إلى غرفة إسعاف متكاملة تحتوي على أجهزة الإنعاش وصناديق الأدوية الأساسية.
حماية قانونية للمتطوعين
في الولايات المتحدة، يشتمل قانون المساعدة الطبية الجوية لعام 1998 على حماية قانونية للمتطوعين، في حين أن شركات مثل دلتا ويونايتد تبنت أنظمة تفاعلية تربط بين الطاقم والأطباء على الأرض عبر قنوات اتصال سريعة. في كندا وأستراليا، يُنظر إلى المشاركة الطبية الطوعية كالتزام أخلاقي، مع ضمان حماية قانونية شاملة تشمل المتطوعين في تقديم المساعدة الصحية.

تعليقات