إغلاق مخيم الهول: خطوة نحو تعزيز التعاون الدولي

مخيم الهول: تعزيز الجهود الدولية للإغلاق

دعا مؤتمر الأمم المتحدة، في بيانه الختامي الصادر يوم السبت (27 أيلول 2025)، إلى زيادة التعاون الدولي بهدف إغلاق المخيمات، بما في ذلك مخيم الهول. وأكد البيان على أهمية معالجة الأبعاد الإنسانية وحقوق الإنسان، فضلاً عن الجوانب الأمنية المتعلقة بالمخيمات وأماكن الاحتجاز، مع التأكيد على ضرورة احترام السيادة السورية أثناء تنفيذ عمليات الإعادة.

مخيم الهول: التحديات والمخاطر الأمنية

وحذر البيان من أن تدهور الأوضاع في المخيمات يشكل تهديداً خطيراً للأمن الوطني والإقليمي والدولي. وقد أكدت الملاحظات على ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي لتوفير حلول شاملة تسهم في تقديم الخدمات، وتسهيل الوصول إلى الدعم والتعليم، مع التأكيد على أهمية تقليل عدد المحتجزين من خلال الإسراع في إعادة المواطنين إلى مناطقهم الأصلية. تم الإشادة بالجهود الكبيرة التي يبذلها العراق في هذا السياق، مع دعوة الدول الأخرى للاقتداء به، مشددة على الحاجة إلى تبني مقاربات تشارك فيها الحكومة والمجتمع، وتأخذ بعين الاعتبار الاحتياجات الفردية لكل شخص.

كما دعا البيان إلى إنشاء برامج إعادة تأهيل وإدماج متعددة وغير تمييزية، مع التركيز على دعم الفئات الأكثر ضعفاً، مثل المراهقين، مع التأكيد على المسؤولية من خلال إجراءات تدقيق قانونية فعالة ودعم ضحايا الإرهاب. وأبرز البيان دور الأمم المتحدة كمنصة رئيسية لتبادل الخبرات وممارسات أفضل، وتعزيز دورها في تصميم وتنفيذ استراتيجيات شاملة للإعادة والتأهيل.

وشدد البيان على الأهمية الحيوية للمنظمات الإقليمية والتحالف الدولي لمكافحة داعش في دعم جهود إعادة مواطني الدول، محذراً من تراجع التمويل الدولي المتعدد الأطراف وتأثيره السلبي على فعالية هذه العمليات. وقد ضمت التوصيات الرئيسية تسريع إعادة الرعايا بشكل آمن ومشرف، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء من خلال تبادل التجارب والتدريب والمشورة السياسية، ودعم الحكومة السورية في وضع آليات لإعادة مواطنيها، وضمان محاسبة مرتكبي الجرائم وتقديم العدالة لضحايا الإرهاب.

يُذكر أن مخيم الهول، الواقع في محافظة الحسكة السورية، يضم أكثر من 50 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، بينهم أجانب يشتبه في ارتباط ذويهم بتنظيم “داعش”. وتعيش هذه الفئة في ظروف إنسانية قاسية للغاية، مع نقص كبير في الخدمات، وتدهور في الأوضاع الأمنية، وانتشار الفكر المتطرف. وقد حذرت الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بشكل متكرر من أن هذه الظروف قد تحول المخيم إلى بيئة خصبة للتطرف، وأكدت على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة أوضاع المحتجزين فيه.