هل تفي إسرائيل بالتزاماتها في ‘خطة الـ12 بنداً’ بعد تحرير حماس للمخطوفين؟

أكد مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى أن هناك محادثات مكثفة تجري بشأن اتفاق لإنهاء الحرب، لكن الالتزامات لم تُحسم بعد مع الولايات المتحدة. يُعتبر الاجتماع المرتقب بين نتنياهو وترامب يوم الاثنين حاسمًا لضمان مصالح إسرائيل. وفي أعقاب هذه التصريحات، يجب أن نفهم أن الكلمات وحدها لا تعكس الواقع في واشنطن.

أحد أبرز التصريحات التي أدلى بها ترامب مؤخرًا هو تعبيره عن دعمه لإسرائيل، مضيفًا أنه كان دائمًا إلى جانبها. كان هذا الرد على انتقادات الرئيس الفرنسي ماكرون الذي أعرب عن دعمه لفلسطين، مما جعل الموقف الفرنسي يبدو كأنه يحمل تاريخه الحافل بالخيانة تجاه إسرائيل على مر السنوات.

الانتظار لرد ترامب

من المتوقع أن يستجيب رئيس الوزراء في خطابه بالأمم المتحدة للاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، حيث من المرتقب أن يقدم عرضًا مميزًا في هذا السياق. ويُعتبر نتنياهو شخصية بارزة في الساحة الدبلوماسية، إذ يُشعل المنصات الدولية منذ أربعة عقود.

لكن، تساؤلات كثيرة تحوم حول فعالية ردود الفعل الإسرائيلية حيال الإجراءات التي تتخذها الدول الغربية، خصوصًا في ظل التهديدات التي تواجهها هذه الدول من روسيا والتطرف الداخلي. فقد أظهرت التجارب السابقة أن تلك الدول كانت تضحي بمصالح اليهود من أجل مآرب قصيرة الأجل، ما يجعل ألمانيا، على سبيل المثال، في محور الجدال الحالي مجددًا.

التخلي عن حماس

ومع ذلك، لا يمكن التغاضي عن مقاومة حماس المحتملة لتلك الخطط، حيث يتطلب الأمر أولاً إطلاق سراح جميع الرهائن. وفي حال نجاح الدول العربية في الضغط على حماس للامتثال، فقد تكون مسألة تقبل إسرائيل لجميع عناصر المبادرة مطروحة للتساؤل.

يُعتبر ضمان إبعاد حماس عن السلطة أمرًا أساسيًا، حيث تُعتبر أي حكومة بديلة مفترضة غير كافية دون التأكد من عدم وجود تحريض ضد إسرائيل. يجب أن تكون هناك آلية فعالة لضمان ذلك، خاصة بعد التاريخ المرير الذي سُجل في تعامل الحكومات العربية مع قضايا مشابهة.

وفي هذا السياق، اقترح الرئيس الإندونيسي إرسال قوات لأغراض السلام إلى غزة، لكن يبقى التساؤل حول ضمان عدم حدوث تحريض أو إعادة بناء لما يُعتبر تهديدًا للأمن الإسرائيلي. بينما تستمر المعطيات على الأرض في التحول، يبقى التفاهم الأمني بين الطرفين أحد الأهداف المحتملة، رغم تعقيدات التأجيلات السياسية.

لا يزال مصير حماس عند نقطة حرجة، مع شبح دعم الدول العربية قائمة، ولكن ستبقى القضايا الجوهرية عالقة دون توافق على خطة واضحة.

 أرئيل كهانا

 إسرائيل اليوم 26/9/2025