قفزة كبيرة في مؤشر تاسي تتجاوز 11500 نقطة: اكتشف السبب غير المتوقع وتوقعات التصحيح القادمة
شهدت السوق المالية السعودية تحولًا ملحوظًا أضفى عليها شعورًا بالحيوية، حيث أغلق مؤشرها الرئيسي المعروف باسم “تاسي” على أعلى ارتفاع يومي له منذ مارس 2020.
قفزة غير متوقعة في “تاسي” وتوقعات بتصحيح عند هذه النقطة
هذه الزيادة لم تكن مجرد ارتفاعات رقمية، بل كانت تعبيرًا عن التفاؤل الذي شعر به المستثمرون، وللحيوية التي أدخلتها السيولة الجديدة في أركان السوق. وقد ارتفع مؤشر “تاسي” بنحو 550 نقطة، أي بما يتجاوز 5%، ليصل إلى مستوى 11426 نقطة، متجاوزًا حاجز 11.4 ألف نقطة، الذي ظل بعيدًا عنه منذ مايو الماضي.
تحليل الأداء العام والارتفاع الملحوظ
هذا الارتفاع الكبير يوضح قوة الزخم الشرائي، حيث أكد عودة السيولة إلى السوق بشكل واضح، مما جعله محط اهتمام في مسيرة التطور المالي بالمملكة. وقد حدث هذا الأداء الإيجابي بالتزامن مع ترقب المستثمرين لقرارات مرتقبة من هيئة السوق المالية السعودية، والتي تأمل في تخفيف القيود على ملكية الأجانب في الشركات المدرجة.
آفاق رفع الملكية الأجنبية والتأثير على السوق
أشارت التوقعات إلى أن أي رفع لنسبة الملكية للأجانب قد يجذب تدفقات استثمارية تصل إلى 10.6 مليار دولار، مما سيكون له أثر كبير على تعزيز حجم السوق السعودي وزيادة جاذبيته على المستوى العالمي. كما شهدت الجلسة تداولات نشطة بقيمة تجاوزت 14.4 مليار ريال، مع حجم تداول يقارب 598 مليون سهم.
أداء الشركات والأسهم في السوق
تميز أداء الأسهم الفردية بتقدمة ملحوظة، حيث أغلقت 247 شركة على ارتفاع، بينما تراجعت 11 شركة من أصل 261 مدرجة. تصدرت العديد من الشركات الكبرى قائمة الأكثر ارتفاعًا، وأظهرت مكاسب كبيرة تصل إلى النسبة القصوى المسموح بها يوميًا، في حين سجلت عدة شركات أخرى تراجعات بسيطة.
السوق الموازية “نمو” وتوجهات إيجابية
لم يقتصر الارتفاع على السوق الرئيسي فقط، بل امتد إلى السوق الموازية “نمو”، حيث شهد مؤشرها أيضًا زيادة واضحة بأكثر من 308 نقاط، ما يعكس حالة الانتعاش الإيجابي في كافة قطاعات السوق.
السياق الاقتصادي والرؤى المستقبلية
إن هذا الارتفاع التاريخي لم يكن صدفة، بل جاء في إطار التحولات الاقتصادية الكبرى التي تشهدها المملكة عبر رؤية 2030، التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل وجذب الاستثمارات في عدة مجالات. ومن المتوقع أن تساهم هذه الإصلاحات في تعزيز استدامة المكاسب وتقليل التقلبات في المستقبل.
إصلاحات مستمرة وثقة المستثمرين
يرى المحللون أن استمرار الإصلاحات الاقتصادية وزيادة الشفافية والحوكمة في السوق السعودية سيعزز من الاستقرار ويعطي دفعًا إيجابيًا لنمو السوق. مع تجاوز المؤشر لمستوى 11.4 ألف نقطة، يبدو أن السوق في وضع جيد للمنافسة عالميًا، في ظل التوقعات بفتح المجال أمام المستثمرين الأجانب بشكل أكبر، مما يعزز من قدرة السوق على جذب المزيد من السيولة.
هذا الإنجاز يمثل علامة فارقة في تاريخ السوق المالية السعودية، حيث تسعى البلاد لتعزيز مكانتها الإقليمية والدولية كمركز استثماري واعد.

تعليقات