الرياض: من بلدة صحراوية إلى عاصمة عالمية تتصدر المشهد

التحول الرائع للرياض: من بلدة صحراوية إلى عاصمة عالمية

شهدت العاصمة السعودية الرياض تحولا كبيرا في السنوات الماضية، حيث تحولت من بلدة صحراوية صغيرة إلى إحدى أكبر العواصم المتنامية في العالم. هذه الرحلة المثيرة تجسد الرؤية الطموحة للمملكة في التطور والنمو.

العاصمة الحديثة: تحولات متسارعة

جاءت هذه التغيرات الكبيرة انطلاقا من رؤية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، الذي أسس المملكة العربية السعودية الحديثة. اختار الملك عبد العزيز الرياض لتكون عاصمة دولته، وبدأ يسعى جاهدا لتحويلها إلى مدينة عصرية تتماشى مع تطلعات المملكة. في عام 1946، عُين الأمير سلطان بن عبد العزيز حاكماً للرياض، حيث أطلق سلسلة من المشاريع الهامة التي شكلت القاعدة لتوسيع المدينة، بما في ذلك تنفيذ الإحصاء السكاني الأول وتقسيم المدينة إلى عشرة مناطق إدارية بحلول عام 1952.

تواصلت هذه التغيرات مع تعيين الملك سلمان بن عبد العزيز حاكماً للرياض في عام 1954، حيث استمر في إدارة المدينة لأكثر من نصف قرن. شهدت الرياض في فترة حكمه نمواً غير مسبوق، حيث تحولت من بلدة تقليدية إلى واحدة من أسرع المدن نمواً في العالم. لقد ارتبطت المدينة بالملك سلمان بشكلٍ عميق، حيث وصف في تأملاته كيف شكلت الرياض جزءاً أساسياً من هويته وذكرياته.

شهدت الرياض نقلة نوعية في جغرافيتها وسكانها، حيث زاد تعداد سكانها من 8 آلاف نسمة في القرن التاسع عشر إلى نحو 10 ملايين نسمة في الوقت الحالي. أصبح التطور العمراني والرؤية الحديثة محركين رئيسيين لاستقطاب الاستثمارات وزيادة التنوع الثقافي والاجتماعي، وهو ما جعل من الرياض مركزا تجاريا وثقافيا هاما في المنطقة.

أصبح مشروع رؤية 2030، الذي أطلقته المملكة، بمثابة نقطة تحول جديدة للمدينة. تجمع الرياض اليوم بين الثقافة والحداثة، حيث تتهيأ لاستضافة فعاليات كبرى ومشاريع تنموية مبتكرة تعكس تطلعات المملكة نحو المستقبل.