نجوم في الواجهة، لكن بلا عمق: تساؤلات حول الابتذال في عالم المشاهير

الآثار السلبية لمحتوى المشاهير على المجتمع

توجه بعض المشاهير والمؤثرين في منصات التواصل الاجتماعي إلى نشر محتويات تخالف الذوق العام، حيث احتوت تلك المحتويات على ممارسات تتعارض مع القيم المجتمعية وأحياناً تمس الآداب العامة. وأظهرت هذه التجاوزات ضرورة تدخل الهيئة العامة لتنظيم الإعلام، التي بادرت باستدعاء عدد من هؤلاء المشاهير لمحاسبتهم على المخالفات المرتبطة بالإنتاج الإعلامي، مثل استخدام لغة مبتذلة، أو التفاخر بالماديات، أو عرض القضايا الأسرية الداخلية بشكل يسيء للخصوصية. وأكد النظام أن هذه التصرفات تعد انتهاكاً واضحاً للمعايير الأخلاقية وتندرج تحت خانة التجاوزات المرفوضة.

ضرورة مراعاة القيم المجتمعية

حدد نظام الإعلام المرئي والمسموع ضوابط محددة لممارسات الإعلام، حيث يتوجب على كل من يمارس النشاط الإعلامي الالتزام بالقيم المجتمعية والامتناع عن الإساءة أو التجريح، سواء في حق الذات الإلهية أو الأنبياء أو الأسرة. كما أوضح النظام أنه يجب تجنب أي محتوى قد يؤدي إلى إثارة الفتن أو التحريض على العنف، مما يحتم على الإعلاميين مراعاة حقوق الملكية الفكرية، واحترام كرامة الإنسان في كافة الممارسات.

تشمل الضوابط أيضاً الحذر من بث أي محتوى يروج للإرهاب أو يتهدد السلم المجتمعي، بالإضافة إلى منع نشر الإعلانات غير المصرح بها لمواد عقارية أو استثمارية أو دوائية. يحظر كذلك عرض المواد الإعلامية التي تحتوي على معلومات كاذبة أو تنتهك خصوصية الأفراد. يجب احترام حرية التعبير ضمن إطار الأنظمة المعمول بها، واختيار المحتوى بعناية لعدم الإخلال بالآداب العامة وابتداع ممارسات تثير الغرائز أو تتنافى مع القيم الأخلاقية.

ضرورة إيقاع العقوبات الرادعة

أشار المحامي رامي الشريف إلى أن بعض تجاوزات المشاهير يجب أن تُعالج بصرامة عبر تطبيق نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، بجانب نظام الإعلام. وأكد على أهمية تناسب العقوبات مع حجم المخالفات، إذ ينبغي أن تتضمن العقوبات الغرامات والسجن، وأن تكون القضايا تحت إشراف النيابة العامة لتأكيد وجود ردع فعال. نشر العقوبات عبر القنوات الرسمية يمنع تكرار هذه التجاوزات، مما يساهم في تعزيز الوعي العام حول الأضرار الناتجة عن الانفتاح غير المراقب على منصات التواصل الاجتماعي.

تظهر منصات التواصل الاجتماعي كبيئة مؤثرة على تشكيل الآراء والسلوكيات في المجتمع، ومع ذلك يجب أن يتحمل المشاهير مسؤولياتهم في نشر محتوى إيجابي، يتفق مع العادات والتقاليد، بدلاً من تمرير معلومات مضللة أو إعلانات زائفة تؤذي المجتمع. إن تأثير المشاهير يصل إلى جمهور واسع، لذا فإن المحتوى المعروض يجب أن يتماشى مع المعايير الأخلاقية والاجتماعية، مما يعزز السلوكيات الإيجابية ويسهم في عدم تضرر الفئة الشبابية والنشء.

تصدير نمط حياة مزيف

أوضح الأخصائي الاجتماعي طلال الناشري أن العديد من المشاهير يقدمون صوراً مشوهة لقيم المجتمع، من خلال تسويق أنماط حياة لا تتناسب مع الواقع. هؤلاء المشاهير يروجون لنمط حياة متكلف يظهر النجاح المادي بمظاهر فاخرة كالسيارات الفارهة والرحلات الدائمة، مما يجعل العديد من الشباب والمراهقين يشعرون بالنقص والإحباط. هذه الصور تعكس فكراً بأن الحياة لا تستحق العيش بدون تلك المظاهر البذخية، مما يؤثر سلباً على مشاعرهم وسلوكياتهم في المجتمع، ويجعلهم يعيشون في قلق دائم على عدم قدرتهم على محاكاة تلك الأنماط.